(١) وسببها: أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين يوم أحد، وعلموا بميعاد أبي سفيان لغزو المسلمين، فخرج لذلك، ثم رجع للعام المقبل، خرج بعضهم؛ كسلام بن أبي الحقيق، وسلام بن مشكم، وغيرهم إلى مكة يحرّضونهم على غزو المدينة، ويؤلبونهم على المسلمون، ووعدوهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش، ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك، فاستجاب لهم جمع، فخرجت قريش، وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، ووافتهم بعض قبائل العرب من المشركين، وكان من حضر الخندق من الكفار عشرة آلاف، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيرهم إليه، استشار الصحابة، فأشار عليه سلمان الفارسي-رضي الله عنه-بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة، فأمر به، فبادر إليه المسلمون، وعمل بنفسه صلى الله عليه وسلم فيه، وباغتوا هجوم الكفار عليهم، وكان حفر الخندق أمام سلع، وسلع جبل خلف ظهور المسلمين، والخندق بينهم وبين الكفار، وخرج صلى الله عليه وسلم في-