للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: ما ائتمنتم عليه». (١)

وقال المُنَاويُّ رحمه الله (٢): «الأمْنُ: عدم توقُّعِ مكروهٍ في الزَّمَن الآتي». (٣)

والأَمِنُ ـ ككَتِف ـ: المستجير ليأمن على نفسه. واستأمنه: طلب منه الأمان. واستأمن إليه: دخل في أمانه. والمأمن: موضع الأمان (٤)

واستأمن الحربيُّ: استجار، ودخل دار الإسلام مستأمَنًا، وهؤلاء قومٌ مستأمَنَةٌ. (٥)

والمستأمِنُ ـ بكسر الميم ـ: اسم فاعلٍ. وهو الطالب للأمان، وبفتحه: اسم مفعول، وهو من أعطي الأمان، والسين والتاء للصيرورة: أي من صار مؤامنًا.

الأمان اصطلاحًا:

هذا ما يتعلَّق بلفظ الأمان ودلالاته اللُّغويَّة، أما في بحثنا هذا فنقصِدُ بالأمان ما اصطلح عليه الفقهاء في كتبهم من إطلاقه على: «عقد الأمان أو صكِّه» (٦) أي: الأمان بمعناه الديني والسياسي والقانوني، وهو عقد ملزم تترتَّب عليه نتائج وآثار، بخلاف الأمان النفسي، فهو شعور وجدانيٌّ لا ينضبط، وتتفاوت مراتبُ النَّاسِ فيه، فبعضهم تسْكُنُ نفسه ويطمئنُّ قلبه بأدنَى مظنَّةِ أمانٍ،


(١) «المفردات في غريب القرآن» (مادة: أمن).
(٢) زين الدين عبد الرؤوف المناوي القاهري (ت: ١٠٣١/ ١٦٢٢) مصنِّف شهير في العلوم الشرعية واللغوية. من كتبه «فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي» و «شرح الشمائل المحمدية للترمذي» و «شرح القاموس المحيط». مترجم في: «الأعلام» للزِّرِكليِّ (٦/ ٢٠٤).
(٣) نقله الزَّبيدي في «تاج العروس» (مادة: أمن).
(٤) «تاج العروس» (مادة: أمن).
(٥) الزمخشري: «أساس البلاغة» (مادة: أمن).
(٦) انظر: «الموسوعة الفقهية» (٦/ ٢٣٣، مادة: أمان).

<<  <   >  >>