للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْن هِشَام ويحتج لغَيرهم بقوله تَعَالَى {فَسَوف يعلمُونَ إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم} [غَافِر: ٧٠، ٧١] ٍ فَإِن يعلمُونَ مُسْتَقْبل لفظا وَمعنى لدُخُول حرف التَّنْفِيس عَلَيْهِ وَقد عمل فِي (إِذْ) فَيلْزم أَن يكون بِمَنْزِلَة إِذا وتلز (إِذْ) الظَّرْفِيَّة فَلَا تتصرف بِأَن تكون فاعلة أَو مُبتَدأَة إِلَّا أَن يُضَاف اسْم الزَّمَان إِلَيْهَا نَحْو حِينَئِذٍ ويومئذ و {بعد إِذْ هديتنا} [آل عمرَان: ٨] ورأيتك أمس إِذْ جِئْت وَجوز الْأَخْفَش والزجاج وَابْن مَالك وُقُوعهَا مَفْعُولا بِهِ نَحْو {واذْكُرُوا إِذْ كُنْتُم قَلِيلا} [الْأَعْرَاف: ٨٦] وبدلا مِنْهُ نَحْو {وَاذْكُر فِي الْكتاب مَرْيَم إِذْ انتبذت} [مَرْيَم: ١٦] وَالْجُمْهُور لَا يثبتون ذَلِك وَوَافَقَهُمْ أَبُو حَيَّان قَالَ لِأَنَّهُ لَا يُوجد فِي كَلَامهم أَحْبَبْت إِذْ قدم زيد وَلَا كرهت إِذْ قدم وَإِنَّمَا ذكرُوا ذَلِك مَعَ (اذكر) لما اعتاص عَلَيْهِم مَا ورد من ذَلِك فِي الْقُرْآن وتخريجه سهل وَهُوَ أَن تكون (إِذْ) معمولة لمَحْذُوف يدل عَلَيْهِ الْمَعْنى أَي اذْكروا حالتكم أَو قضيتكم أَو أَمركُم وَقد جَاءَ بعض ذَلِك مُصَرحًا بِهِ قَالَ تَعَالَى {وَاذكُرُوا نِعمَتَ اللهِ عَليْكُمْ إِذ كُنتُم أَعدَاءً} [آل عمرَان: ١٠٣] فَإذْ ظرف مَعْمُول لقَوْله {نِعْمَتَ اللهِ} وَهَذَا أولي من إِثْبَات حكم كلي بمحتمل بل بمرجوح انْتهى وَجوز الزَّمَخْشَرِيّ وُقُوعهَا مُبْتَدأ فَقَالَ فِي قِرَاءَة بَعضهم {لَمِنْ مَنِّ اللهِ عَلَى المُؤمِنِين} [آل عمرَان: ١٦٤] إِنَّه يجوز أَن التَّقْدِير (مِنْهُ إِذْ بعث) وَأَن تكون (إِذْ) فِي مَحل رفع كإذا فِي قَوْلك أَخطب مَا يكون الْأَمِير إِذا كَانَ قَائِما

<<  <  ج: ص:  >  >>