ثم يشهد لما قلنا الياقوت فانه لنا أحوج إلى الأخماء كي يصفو لونه وتخلص حمرته عما عسى أن يكون فيها من بنفسجية ثم لم يتجرد عن تراب يخالطه ورمل يتخلله أو حجارة هوائية تمازجه نظروا الى ذلك فان قارب وجهه قعروا سطحه الأعلى حتى يذهب ما فيه من نقصان يلحق وزنه بنقصان جرمه وزوال الاستواء عن وجهه ولا يعود بشين لأنه يشابه تقعيرا قد اتفق له في اصل الخلقة وان عمق عن سطحه ثقبوا إليه ثقبة ليطرقوا لخروج الهواء منها لئلا يتشقق في الحمى - ويمكن أن تكون هذه الثقوب هي التي عناها ابو تمام في قوله -
نفق المديح ببايه فكسوته ... عقدا من الياقوت غير مثقب
العقد هي القلادة إذا كانت من القرنفل تسمى سخابا وعبر بالنفاق عن تتابع الصلات وبعقد الياقوت بما اكتسبه من الثناء واكثر العقود تكون للأيدي فجعله مكافأة لليد الفائضة بالأعطية ولما شبه المدح بعقد الياقوت وتمامه بالثقب نفاه رجوعا في التشبيه الى التحقيق ليعلم انه عقد غير مؤتلف من الأحجار إنما هو من فائق الأشعار على مثال ما يقول البحترى -
ننظم منها لؤلؤ في سلوكه ... ومن عجب تنظيم ما لم يثقب
وللواواء المشقي
ارى الدر يثقبه الناظمون ... ولم يثقبوا اذ فكيف انتظم
وقوله غير مثقب يدل على غاية الصفاء والنقاء والبراءة من العيوب المذكورة إذا عناها ومن المحشوة بمسامير الذهب فأنها توهم رم انكسار وحينئذ لا يعنى بها الثقب المقصود للسلك فان العقد لا ينعقد الا بها والاكتساء هو عبارة عن اللبس ولن يتم الا بحصول السلك فيها على ان لها باعتراضه في جوفه وإنسلاك ما ليس في جنسه في وسطه خيطا من تنقيص الرونق فالنقاء إذا لا يكمل إلا بعد الثقوب والثقوب إذ هي من جنس العيوب أيضا فإذا الثقوب من القوادح في محاسن الياقوت - قال أبو نواس في وصف الخمر -
أنى بذلت لها لما سمعت بها ... صاعا بصاع من الياقوت ما ثقبا
وللواواء المشقي
أرى الدر يثقبه الناظمون ... ولم يثقبوا اذا فكيف انتظم
وقوله غير مثقب يدل على غاية الصفاء والنقاء والبراءة من العيوب المذكورة إذا عناها ومن المحشوة بمسامير الذهب فأنها توهم رم انكسار وحينئذ لا يعنى بها التثب المقصود للسلك فان العقد لا ينعقد إلا بها والاكتساء هو عبارة عن اللبس ولن يتم ألا بحصول السلك فيها على ان لها باعتراضها في جوفه وانسلاك ما ليس من جنسه في وسطه خيط من تنقيص الرونق فالنقاء إذا لا يكمل إلا بعدم الثقوب إذ هي من جنس العيوب أيضا فإذا الثقوب من القوادح في محاسن الياقوت - قال أبو نواس في وصف الخمر -
أني بذلت لها لما سمعت بها ... صاعا بصاع من الياقوت ما ثقبا
ومن معائب الثقوب امكان التسميم بها اذا حشيت بمثل الهلال القاتل بوزن خردلة فان من عادة الجوهريين ان يجعلوا الجوهر في الفم ويرطبوه نفيا لما عسى غشى وجهه من غبار او هبا آت وصقلا له - وأظن ما يحكى عن من آثر عز الاقبار على ذل الحياة في الاسار انه امتص خاتمه فاستراح من العار هو من هذا الجنس - وكانت قلوبطرا بنت بطليموس لما خافت فضيحة الأنوثة من قهر أغسطس إياها أرسلت أفاعي على ثدييها حتى وجدت متوجه جالسة قد اعتمدت رأسها بيمناها لم يظفر بها العدو - وتلك الثقب إما أن تكون جالبة هواء وجلاؤها لا يجدي على الياقوت شيئا فإنها صادرة عن شوب ومعائب في الأصل مقصرة به عن غايته - وأما ان تكون محشونة بما يزيد في حمرة الياقوت فيكون ذلك نوعا من التمويه وحيلة لإتمام نقصان فيه - وكل ذلك من المذام وقد يكون هذا التمويه في الياقوت غير صناعي بأن يكون لون القطعة غير مرضي ثم يتفق فيهال نقطة مشعة الحمرة فتشرق على سأئرها وتلونها بأسرها وتحسنها