قال الفراء للخم هى الضفادع - وقال أبو العباس العمانى اللخم بالفارسية فيشواز وهو غير مؤذ والمؤذى خرست وهو المعروف بالكوسج - وقالوا في صفة الكوسج انه سبع الماء رأسه كرأس الأسد وأجراؤه في بطنه يلدها من فيه وأسنانه لثنا عشر صفا وأسنان التمساح صفان فقط ويسميه البحريون حزر - وذكر الأجراء دليل على الاذن فالمشهور أن كل صلماء بيوض وكل شرفاء ولود - وقال أبو الحسن البرنجى في كناشه ان الكوسج سمكة سوداء محدبة الظهر غير مفلسة أسنانها كالمنشار إذا عضت انقلبت ودارت دوران الرحى حتى تفصل العضو من الانسان وغيره وإذا كان اللخم غير مؤذ لم يفد ذكره في الشعر - وحديث الزيت يتكرر في شعرهم على وجوه - قال المتلمس وقيل المسيب خال الاعشى -
كجمانة البحري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
اشغى يمج الزيت ملتمس ... ظمآن ملتهف من الفقر
قتلت أباه فقال أتبعه ... أو أستفيد رغيبة الدهر
نصف النهار الماء غامره ... ورفيقه بالغيب لا يدرى
فأصاب منيته وجاء بها ... صدفية كمضيئة الجمر
يعطَى بها ثمنا فيمنعها ... ويقول صاحبه ألا تشري
قال الأصمعي الأشغى الأفواه الذي انتشرت أسنانه - ثم قال هو أبو عبيد القاسم ابن سلام انه يصف غواصا يمسك الزيت في فيه فإذا غاص نفخه في الماء فاضاء له البحر حتى يبصر - وعلى مثله جرى القطامى يصف الغوص والغواص فقال -
او درة من هجان الدر أدركها ... مصفَّر من رجال الهند قد سهما
أو في على ظهر مسحاج يقدّ به ... غوارب الماء قد ألفينه قُدُما
جوفاء مطلية قارا إذا جَمحت ... بها غواربه قَحّمنها قُحَما
حتى إذا السفن كانت فَوق معتلج ... ألفي المعاوز عنه ثَمتّ انكتما
في ذى جلول يقضى الموت صاحبه ... إذا الصوارى من أهواله ارتسما
غَّواصُ ماء يمج الزيتَ منغمسا ... إذا الغُمورة كانت فوقه قِيما
حتى تناولها والموت كاربه ... في جوف ساج سوادِىّ إذا قُخِما