للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١٣- "عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي" ١. رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة.

ش- المؤمن: من آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر قولًا وفعلًا، واعتقادًا. والإيمان: التصديق، والإذعان مع طمأنينةٍ وتحقيق بما تقدم، وأحب: أفعل تفضيل؛ أي: أكثر حبًا من غيره، والملائكة: جمع ملك وهي أجسام نورانية، لطيفة، مبرأة من كدورات نفسانية، وظلمات حيوانية، مقتدرة على تشكلات مختلفة، معصومون عن المخالفة، منهم وسائط بين الله وبين أنبيائه المبعوثين إلى الخليقة. ومنهم المُوكَّل بحمل العرش، ومنهم الموكل بالصور، ومنهم الموكل بالموت، ومنهم الراكع يسبح الله وينزهه، ومنهم الساجد كذلك، ولكل مقام معلوم، ومرام مقسوم، لا يأكلون، ولا يشربون، نعم غذاؤهم التسبيح، والتهليل، والتكبير، وإلى غير ذلك من أنواع العبادة، وفي حديث مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: "خَلَقتُ الملائكة من نور، وخلقت الجن من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" ٢.

والمعنى: أن الله تبارك وتعالى يخبر أن عبده المؤمن؛ الذي آمن بالله، وأذعن، وانقاد لما جاءت به الشريعة الإسلامية، وعمل بأحكام دينه، وأخلص العمل لله في سره، وجهره، لا مطلق العبد المؤمن بدليل إضافته إليه عز وجل إضافة تشريف وإعظام. فلا يصح أن يضاف العبد إلى الله تعالى إلا إذا كان مستجمعًا صفات الكمال،


١ رواه الطبراني في الأوسط رقم "٦٦٣٤"وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "١٠/ ٢١٥"وفيه أبو المهزم، وهو متروك.
٢ رواه أحمد في المسند"٦/ ١٥٣ و١٦٨"ومسلم رقم "٢٩٩٦"من حديث عائشة رضي الله عنها.

<<  <   >  >>