٢٦- "اذكروني بطاعتي؛ أذكركم بمغفرتي فمن ذكرني وهو مطيع؛ فحق علي أن أذكره وهومني بمغفرتي، ومن ذكرني وهو لي عاصٍ، فحق علي أن أذكره وهو لي بمَقتٍ" ١. رواه الديلمي، وابن عساكر عن أبي هند الرازي.
ش- أمر الله تعالى عبيده بأن يذكروه وهم متلبسون بالطاعة؛ ليكون الذكر مقبولًا يُثاب عليه، ويدخر لديه {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء: ٨٨-٨٩] ثم فصل ذلك في الحديث بأن العبد إذا ذكر خالقه وهو مطيع؛ فحق على الرب تباركت أسماؤه أن يذكره وهومن حزب أولياء الله تعالى وذاكريه بالمغفرة؛ بحيث إذا بدرت منه بادرة، أو وقع في هفوة يغفرها له ويسامحه. وإذا ذكره العبد وهو عاصٍ فحقَّ على الله جل ذكره أن يذكره وهو -مملوك لله عبده- بمقت. والمقت في الأصل أشد البغض، وهذه من الصفات التي سبق الكلام فيها في حديث:"إذا تقرب ... إلخ" رقم"١٢"فارجع إليه.
١ رواه الديلمي في مسند الفردوس رقم "٤٤٤١"من حديث أبي هند الرازي، وإسناده ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور"١/ ١٤٨"فانظره.