للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١٤- "على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بمطعمه ومشربه"١. رواه ابن حبان عن أبي ذر.

ش- العاقل: من اتَّصف بالعقل، وهو غريزة يتهيأ بها الإنسان إلى فهم الخطاب، وهو مناط التكليف، وبه يدرك الإنسان ما ينفعه، ويضره، ويميز به بين الغث والثمين، ويعقل صاحبه عن التورط في المهالك؛ أي: يحبسه، ويمنعه في الوقوع فيما لاخير فيه، وبه يتميز الإنسان عن سائرالحيوان، وكلما كمل عقل الإنسان ازداد الإنسان كمالًا، ورفعة، ووجاهة بين الناس:

إذا تم عقل المرء تمت أموره ... وتمت أمانيه، وتم بناؤه

والمادِّيون يعدون العقل نتيجة الشعور الموجود في الإنسان، والروح نتيجةالتركيب الإنساني على مثال روح الحيوان، ولكن أرقى من روح الحيوان؛ لقبول الإنسان الرقي دون الحيوان، ولما اكتشف علم التنويم المغناطيسي، وفن استحضار الأرواح أثبتا أن للإنسان روحًا متمتعة بخصائص عالية، يحجبها هذا الجسد عن الظهور.

واختلف الناس في محل العقل هل هو في القلب، أو في الدماغ؟ قال إمام الحرمين: فذهب أصحابنا من المتكلمين: أنه في القلب، وبه قال جمهور المتكلمين، وهو قول الفلاسفة. وقالت الأطباء: هو في الدماغ، وهو محكي عن أبي حنيفة. احتجَّ أصحابنا بقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج:٤٦] وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق:٣٧] وبقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" ٢ فجعل صلى الله عليه وسلم صلاح الجسد وفساده تابعًا للقلب مع أن الدماغ من جملة


١ رواه ابن حبان رقم "٣٦١"، وأبو نعيم في الحلية "١/ ١٦٦و١٦٨"في حديث طويل، وإسناده ضعيف.
٢ رواه البخاري رقم"٥٢". ومسلم رقم "١٥٩٩". وابن حبان رقم "٧٢١"من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

<<  <   >  >>