ش- معنى ألفاظه ظاهرة، والمعنى: أن الله -تبارك وتعالى- أخبرنا أنه لا ينظر في حق عبده، ومصالحه حتى ينظر العبد في حق مولاه جل وعز، وحق الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين؛ الأول: يتعلق بالأعمال، والأفعال الظاهرة من صلاة، وصيام، وحج، وزكاة، واجتناب الكبائر، والتباعد من الصغائر، ومعاونة العباد، والإحسان إليهم، وغير ذلك مما جاءت به الشريعة الغرَّاء.
والقسم الثاني: يتعلق بالاعتقاد، والأعمال الباطنة، كاعتقاد أنَّ الله واحد، أحد، فرد، صمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وأن الله أرسل رسلًا وأنبياء لإرشاد الخلق، وتبيين طرق الحق، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فيذعن العبد لهم، وينقاد، ويؤمن بما جاؤوا به إجمالًا، وتفضيلًا، ويؤمن بالكتب المنزلة على الرسل جميعًا، وأنها من عند الله جل، وعز إجمالًا وتفصيلًا، ويؤمن بالقدر خيره، وشره من الله تعالى، وحكمه، وقضائه.
وحق العبد: أن يتولى الله رعاية عبده، وحفظه، وستره، ويضمن له الرزق، ويوفقه لصالح الأعمال، ويحببه إلى خلقه، ويسهل له الأمور، ويكثر له الحسنات، ويمحو عنه السيئات، ويعفو عن مساويه، ويرفع منزلته دنيا وأخرى، ويدخله الجنة، وينعم عليه بأشياء كثيرة مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطرعلى قلب بشر.
فمتى قام العبد بحقوق الله جل ذكره، وتعالت أسماؤه؛ تجلى الله جل، وعلا على عبده، وأسدل عليه نعمه، وبره، وإحسانه، ووفقه لما يرضى، ويحب، فعلى الإنسان ألا يغفل عن الأعمال الصالحة، ويضيع وقته في قيل وقال، وإذا شتم هذا، وظلم ذاك، وجار، فإنه يأتي يوم القيامة وهو صفر اليدين من الحسنات، فيلقي عذاب ربه، وحتف نفسه.
اللهم إني أسألك أن توفقنا إلى صالح الأعمال، وتجنبنا مسويها؛ إنك على ما تشاء قدير!