مثله عندي كمثل الفردوس لايتسنى ثمرها، ولا يتغير حالها"١. رواه الديلمي عن حارثة بن وهب.
ش- التواضع: التذلل، والخشوع، يقال: تواضع لله: خشع، وذلَّ، والعظمة بفتحتين: الكبرياء. والكف: الترك، والمنع. والشهوات: جمع شهوة، وأصلها: نزوع النفس إلى ما تريده. وذلك في الدنيا ضربان: صادقة، وكاذبة، فالصادقة: ما يختل البدن من دونه، كشهوة الطعام عند الجوع، والكاذبة ما لا يختل من دونه. وقد يسمى المشتهي: شهوة، وقد يقال للقوة التي تشتهي الشيء: شهوة. والمحارم: تطلق على المعاصي، وعلى المنهيات، وعلى ترك المأمورات. والإصرار: التزام الشيء، والمداومة عليه. وأكثر ما يستعمل في الشروالذنوب. وآوى إلى كذا: انضم إليه. وآواه-بالمد-: رق له، ورحمه، وضمه إليه، وأنزله عنده. والغريب: الوحيد الذي لا أهل له، والبعيد عن الوطن، والأقارب، والأنصار. وبرَّ في قسمه، وأبر: صدق، وأبرالله حجه: قبله. وأكلؤه: أحرسه، والكلاءة: الحراسة. والفردوس: الحديقة، والبستان، يذكَّر، ويؤنث، عربية، واشتقاقها من الفردسة، وقيل لغة رومية، نقلت إلى العربية، والجمع فراديس.
والمعنى: أخبر الله تبارك وتعالى أن ليس كل مصلٍ إذا صلى له ثواب صلاته، وتقبل، بل لها شروط، وأركان، وسنن، ومستحبات، وهيئات. هذا كله ظاهرًا. ولها شروط باطنًا، منها: التواضع لله، والخشوع، وكف نفسه من الوقوع في شهواتها، والنظر إلى المحارم، فمن أتى بها كلها؛ قبلت صلاته، وجوزي عليها، وظهرت علامة ذلك عليه. قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت:٤٥] ،ولا شك أن الصلاة التي تنهى عن ذلك هي الصلاة المقبولة ظاهرًا، وباطنًا، فلذلك كل شخص تجده يصلى، ويكثر الصلاة، وهو مرتكب الذنوب، والآثام؛ فإنه لم يأت بها كما أمر، فإنه وإن أحسن الظاهر؛ فإنه لم يحسن الباطن، وقد مدح الله في كتابه الحكيم الخاشعين في الصلاة، قال:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:١-٢] قال ابن لهيعة: عن عطاء بن يساررحمه الله تعالى عن سعيد بن جبير: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:٢] يعني: متواضعين، لا يعرف من عن يمينه، ولا من عن شماله، ولا يلتفت من الخشوع لله عز وجل.
١ رواه الديلمي في مسند الفردوس "٤٤٦٩"من حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه. وإسناده ضعيف.