للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ساكن في القلب يعمُره ... لست أنساه فأذكره

غاب عن سمعي وعن بصري ... فسويد القلب يبصرُه

قال الفضيل بن عياض١: إن الله تعالى يقول: "كذب من ادَّعى محبتي، ونام عني. أليس كل محب يحب خلوة محبوبه؟ ها أنا مطَّلع على أحبابي، وقد مثلوني بين أعينهم، وخاطبوني على المشاهدة، وكلموني بحضور، غدًا أقرأعينهم في جناتي" ومن أشار إلى غير هذا فإنما يشير إلى الإلحاد من الحلول والاتحاد والله ورسوله بريئان منه، وإذا وصل العبد إلى هذه المنزلة اقتضى أنه إذا سأل الله شيئًا أعطاه إياه، وإذا دعاه بشيء أجاب دعاءه، فيصير مجاب الدعوة لكرامته على الله تعالى، وقد كان كثير من السلف الصالح من الصحابة وغيرهم مجاب الدعوة، ولولا الإطالة لسردت لك جملة صالحة من ذلك. والله أعلم.


١ الفضيل بن عياض هو: أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض اليحصبي الإمام العلامة - يكنى: أبا الفضل سبتى الدار والميلاد، أندلسي الأصل، له تصانيف كثيرة منها: "كمال المعلم في شرح صحيح مسلم" و "الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم". أبدع فيه كل الإبداع. ولد في سبتة في شهر شعبان سنة "٤٩٦ "هـ وتوفي رحمه الله بمراكش سنة "٥٤٤"هـ رحمه الله.

<<  <   >  >>