للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ} وقال زيد بن أسلم١: تأتي الملائكة للمؤمن إذا احتضر، وتقول له: لاتخف مما أنت قادم عليه، فيذهب الله خوفه ولا تحزن على الدنيا، وأهلها، وأبشر بالجنة! فيموت، وقد جاءته البشرى، وخرج البزار من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله أضن بموت عبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه"٢ وقال زيد بن أسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عباداً هم أهل المعافاة في الدنيا والآخرة" وقال ثابت البناني٣: إن لله عباداً يضن بهم في الدنياعلى القتل والأوجاع، يطيل الله أعمارهم، ويحسن أرزاقهم، ويميتهم على فرشهم، وبطبعهم بطبائع الشهداء. وخرَّجه ابن أبي الدنيا، والطبراني مرفوعاً من وجوه ضعيفة.

وفي بعض ألفاظها، أن ضنائن من خلقه، يأبى بهم عن البلاء، يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية، ويدخلهم في الجنة في عافية.

قال ابن مسعود وغيره: إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن.

وقال أبو ثعلبة الخشني: إني لأرجو ألا يخنقني كما أراكم تُخْنقون عند الموت. وكان ليلةً في داره فسمعوه ينادي يا عبد الرحمن! وكان عبد الرحمن قد قُتِل مع


١ زيد بن أسلم: الإمام الحجة، القدوة: أبو عبد الله العدوي، العمري، المدني، الفقيه. حدث عن والده أسلم مولى عمر، وعن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، حدث عنه مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي وكان له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي رحمه الله سنة "١٣٦"هـ.
٢ رواه البزار رقم "٤٢"، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد"١/ ٨٣"وقال: رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي. ضعفه أحمد، وأكثر الناس، ورجحه بعضهم على ابن لهيعة. من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وإسناده ضعيف.
٣ ثابت البناني: هو ثابت بن أسلم البناني: الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو محمد البناني. وبنان هم بنو سعد بن لؤي بن غالب، ولد في خلافة معاوية، وحدث عن عبد الله بن معقل المدني، وعن عبد الله الزبير، وكان من أئمة العلم. حدَّث عنه عطاء بن أبي رباح، وقتادة، ومعمر. توفي رحمه الله سنة "١٨٦"هـ.

<<  <   >  >>