غير طاعات الله، وإحياء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإنَّ قيامَ العالم بإحياء قوانين دينهم، وسلوك نهج كلياته، وإبراز مفروضاته، وسننه، ومستحباته، ففي ذلك سعادتهم دنيا وأُخرى، ويكون وضع الشيء في محله المشروع له. وما تأخرت الأمم وانتشر الفساد فيها إلا بنبذ تعاليم الرسل والأنبياء، وطرح ما أتوا به من المحاسن والمشروعات، والأخذ بما تسوله لهم أنفسهم من السوء، والفحشاء، والانقياد لما تزينه لهم شياطينهم من المعتقدات الباطلة والأعمال الفاسدة. فأرجو الله تعالى أن يوفق الأمم أجمع إلى الأخذ بدين الإسلام، دين العز، والقوة، والرحمة، والرأفة، والسلام، والأمان، والسهل الممكن لكل إنسان!
ولما كان الإنسان بطبعه ميالًا إلى حب المال، شرِهًا، طمعًا، لا يشبع، وليس له حدي ينتهي إليه إلا ما كان من مادته، والجزء الأكبر فيه؛ قال الله تعالى في الحديث لو كان لابن آدم واد -أي: من ذهب، أوفضة- لأحب أن يكون له ثانٍ، ولوكان له واديان لأحب ... إلخ، ولا يملأ جوفه إلا التراب؛ لأنه منه خلق، وإليه يعود، والله أعلم.