للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقيَّدة١، كقول رُؤْبَةَ٢:

وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْنْ ... مُشْتَبِهِ الأَعْلاَمِ لَمَّاعِ الخَفَقْنْ٣


١ القافية المقيّدة: ما كان رويّها ساكنًا. مفتاح العلوم ٨٧١.
ويُنظر: التّصريح ١/٣٦.
٢ هو: رُؤْبَة بن العجّاج التّميميّ السّعديّ، يكنى بأبي الجحّاف؛ راجز من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدّولتين الأمويّة والعبّاسيّة؛ كان أكثر مقامه في البصرة، وكانوا يحتجّون بشعره؛ توفّي سنة (١٤٥هـ) .
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ٢/٧٦١، والشّعر والشّعراء ٣٩٤، والمؤتلف والمختلف ١٧٥، ووفيات الأعيان ٢/٣٠٣.
٣ هذا بيتٌ من الرّجز.
و (القُتْمَة) : الغبرة إلى الحمرة. و (الأعماق) :جمع عمق- بفتح العين وضمّها- وهو: ما بَعُدَ من أطراف المفاوِز. و (الخاوي) : الخالي. و (المخترقن) : مكان الاختراق؛ وهو هُنا: قطع المفاوز واجتيابها. و (الأعلام) : جمع عَلَم؛ وهي: الجبال الّتي يُهتدى بها؛ واشتباهها: أنّ بعضها يشبه بعضًا، فلا يتبيّن السّائر طريقه فتشتبه عليه الهداية. و (الخفق) : اضطّراب السّراب؛ وهو الّذي تراه بالنّهار وكأنّه ماء.
والمعنى: كثيرٌ من الأمكنة الّتي لا يهتدي أحد إلى السّير فيها؛ لشدّة التباسها، وخفائها، قد سرت فيها وأعملت ناقتي ولم أخف؛ يريد أنّه شجاع عظيم الخبرة.
والشّاهد فيه: (المُخْتَرَقِْنْ) و (الخَفَقْنْ) ، فقد لحق التّنوين القاف، وهو رويّ قافية مقيّدة، وهو ما يسمّى بالتّنوين الغالي
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ٤/٢١٠، والقوافي ٣٥، ٣٦، ١٠٩، والخصائص ١/٢٦٤، وإيضاح شواهد الإيضاح ١/٣٧٦، وشرح المفصّل ٩/٣٤، وشرح الكافية الشّافية ٣/١٤٢٩، ورصف المباني ٤١٨، والجنى الدّاني ١٤٧، والمغني ٤٤٨، والخزانة ١/٧٨، والدّيوان ١٠٤، وفيه (المخترق) و (الخفق) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>