للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه الياء لَمَّا كان المثنّى مرفوعًا بقرار الألف، ثم دخل عليه عاملُ جرٍّ لمقتضى المعنى؛ فقلبت الألف ياءً للمناسبة، فلم يبق إلاَّ حمل النّصب على الرّفع أو على الجرّ؛ فكان حمله على الجرِّ أَوْلى لِمَا تقدَّم من المُمَاثَلةِ١.

فالياء: حَرْفُ الإعراب، وعلامةُ التّثنية، وعلامةُ الجرِّ أو النَّصْبِ.

والنّون: دخلت المثنّى عِوَضًا من الحركات والتّنوين٢،وكُسِرَتْ على الأصل في التقاء السّاكنَيْن٣، وحَكَى [٢١/أ] الفرّاءُ٤ فتحها٥،


١ يُنظر: أسرار العربيّة ٥٠، ٥١، وشرح المفصّل ٤/١٣٩.
٢ هذا مذهب جمهور البصريين.
وذهب بعضُ النّحويّين إلى أنّها عوضٌ من التّنوين وحده، نحو (رحيان) و (وعصوان) .
وقيل: إنّها التّنوين نفسه.
وقال آخرون: إنّها عوض من الحركة وحدها، نحو: (الرّجلان) و (الفرسان) .
وذهب الفرّاء إلى أنها زيدت للفرق بين التّثنية، والواحد المنصوب في نحو قولك: (رأيت زيدًا) .
تُنظر هذه المسألة في: أسرار العربيّة ٥٤، والتّبيين، المسألة الرّابعة والعشرون، ٢١١، واللّباب ١/١٠٥، ١٠٦، وشرح المفصّل ٤/١٤٠، وشرح التّسهيل ١/٧٥، والبسيط ١/٢٥٦، والهمع ١/١٦٣.
٣ يُنظر: شرح المفصّل ٤/١٤١.
وقيل: إنّهم كسروا نون التّثنية، وفتحوا نون الجمع؛ للفرق بينهما.
يُنظر: سرّ صناعة الإعراب ٢/٤٨٨، وأسرار العربيّة ٥٥، وشرح المفصل ٤/١٤١.
٤ هو: أبو زكريّا يحيى بن زياد الدّيلميّ: إمامُ أهل الكوفة في النّحو واللّغة بعد الكِسَائيّ، أَخذ عنه وعليه اعتمد، وأخذ عن يونس؛ وله مصنّفات كثيرة؛ منها: معاني القرآن، والمذكّر والمؤنّث، والمقصور والممدود؛ توفّي في طريق مكّة المكرّمة سنة (٢٠٧هـ) .
يُنظر: مراتب النّحويّين ١٣٩، وطبقات النّحويّين واللّغويّين ١٣١، ونزهة الألبّاء ٨١، وإنباه الرّواة ٤/٧، وبُغية الوُعاة ٣٣٣.
٥ يُنظر: شرح التسهيل ١/٦٢، والتذييل والتكميل ١/٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>