للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكون سببيّة، كقولك: (من أجل السّلامة أَطَلْتُ الصَّمْتَ) .

ومنه قولُ الفرزدق١:

يُغْضِي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَلاَ يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ٢

وتقع٣ مكان باء القسم، كقولهم: (من ربِّي مَا فَعَلْتُ ذلك) أي: بربِّي أَقْسمْتُ.


١ هو: همّام بن غالب بن صعصعة المجاشعيّ، يُكْنى أبا فِراس: شاعرٌ من النّبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللّغة، كان بينه وبين جرير هجاء مستمرّ؛ توفّي سنة (١١٠?) وقيل: (١١٤?) .
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ٢/٢٩٨، والشّعر والشّعراء ٣١٠، والأغاني ٢١/٢٧٨، والخزانة ١/٢١٧.
٢ هذا بيتٌ من البسيط، ينسب للحزين الكنانيّ (عمرو بن عبد وهب) . في الأغاني١٥/٢٦٣، واللّسان (حزن) ١٣/١١٤، والمؤتلف والمختلف ٨٨، ٨٩.
ويُنسب للفرزدق من كلمة قالها في مدح زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالب - رضي الله عنه -.
و (الإغضاء) في الأصل أنْ تُقارِب بين جَفْنَيْ عينيك حتى لتكاد تطبّقهما.
و (المهابة) : التعظيم والإجلال. و (الابتسام) : أوائل الضّحك.
والشّاهد فيه: (من مهابته) حيث جاءت (مِنْ) للتّعليل، بمعنى: من أجل مهابته.
يُنظر هذا البيت في: شرح ديوان الحماسة للمرزوقيّ ٤/١٦٢٢، وأمالي المرتضى ١/٦٢، وشرح المفصّل ٢/٥٣، وأوضح المسالك ٢/١٣١، والمغني ٤٢١، والأشمونيّ ٢/٢١٣، وديوان الفرزدق ٢/١٧٨.
٣ في أ: ويقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>