للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بإضافته إليه١، وإن كانا نكرتين فالتّنكير بَاقٍ، كقولك: (طالبُ عِلْمٍ) ٢.

ومنها: إضافةٌ بمعنى (في) ، كقولك: (هؤلاء مسلمو المدينة) ،وكقوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} ٣، ومنه قولُ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم – "رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ" ٤، ومنه قولُ حَسَّان٥:

تُسَائِلُ عَنْ قَوْمٍ هِجَانٍ سَمَيْدَعٍ ... لَدَى البَأْسِ مِغْوَارِ الْصَّبَاحِ جَسُورِ٦


١ نحو: (غلام زيد) ؛ فـ (غلام) قبل الإضافة نكرة، فلمّا أضيف إلى المعرفة اكتسب التّعريف منها.
يُنظر: التّصريح ٢/٢٦.
٢ في هذا المثال اكتسب المضاف من المضاف إليه التّخصيص؛ فـ (طالب) قبل الإضافة نكرةٌ خالية عن التّخصيص، فلمّا أُضيف إلى النّكرة تخصّص بها.
يُنظر: التّصريح ٢/٢٦.
٣ من الآية: ٣٩ من سورة يوسف.
٤ يُنظر: صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرِّباط في سبيل الله عزّ وجلّ، ٣/١٥٢٠، وسنن التّرمذيّ، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابِط، ٤/١٨٨، وسنن النّسائيّ، كتاب الجهاد، باب فضل الرّباط، ٦/٣٩، ومسند أحمد ٥/٤٤١، ومشكل الآثار ٣/١٠٢.
٥ هو: حسّان بن ثابت الخزرجيّ الأنصاريّ، يكنى أبا الوليد: شاعرُ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -، وأحد المخضرَمين، عاش ستّين سنة في الجاهليّة ومثلها في الإسلام، كُفّ بصره في آخر عمره؛ ومات في زمن معاوية - رضي الله عنه-.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ١/٢١٥، والشّعر والشّعراء ١٨٨، والأغاني ٤/١٤١، والاستيعاب ١/٤٠٠، والإصابة ١/٥٥.
٦ هذا بيتٌ من الطّويل.
و (الهجان) : الكريم الحسَب. و (السّميدع) : الشّجاع الموطّأ الأكناف. و (لدى البأس) : عند الشّدّة في الحرب. و (مغوار) : من أغار على العدوّ يُغير إغارة، ورجلٌ مِغْوارٌ: مقاتِلٌ. و (جسور) : مِقْدَامٌ.
والشّاهد فيه: (مغوار الصّباح) أي: مغوارٌ في الصّباح فالإضافة فيه بمعنى (في) .
يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ ١/٤٨٣، وشرح الكافية الشّافية ٢/٩٠٨، وابن النّاظم ٣٨١، والمقاصِد النّحويّة ٣/٣٥٨، والدّيوان ١/١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>