للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (ظنّ) لا بمعنى اتّهم١، نحو (ظننت عمرًا صادقًا) .

و (حَسِبَ) ٢ لا من صار أَحْسَبَ، أي: ذا شُقْرةٍ، أو حُمْرَةٍ وبياضٍ كالبَرص٣، بل كقول الشّاعر:

وَكُنَّا حَسِبْنَا كُلَّ بَيْضَاءَ شَحْمَةً ... عَشِيَّةَ لاَقَيْنَا جُذَامَ وَحِمْيَرَا٤

[٥٠/ب]


١ إنْ أُريد بظنّ معنى اتّهم تعدَّت إلى واحد، نحو قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التّكوير: ٢٤] .
يُنظر: شرح التّسهيل ٢/٨١، وابن النّاظم ١٩٧.
٢ في كلتا النسختين: حَسِبْتُ، والتصويب من ابن الناظم ١٩٧.
(حسبت) إنْ كانت بهذا المعنى الّذي ذكره الشّارح فهي لازِمة، يقال: حَسِبَ الرجل إذا احمرّ لونه، وابيضّ كالبرص، وكذا إذا كان ذا شقرة.
يُنظر: شرح التّسهيل٢/٨١، وابن النّاظم ١٩٧، والمساعد ٢/٣٦٠، والأشمونيّ ٢/٢١.
٤ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لزُفَرِ بن الحارث الكلابيّ.
و (كنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة) أي: كنّا نطمع في أمرٍ فوجدناه على خلاف ما كنّا نظنّ.
والمعنى: إنّا كنّا نظنّ أنّ النّاس سواء في الخوَر والجبن، وأنّهم متى لقوا من لا قِبَل لهم بحربه مثل قومنا فرُّوا عنهم؛ ولكنّ هذا الظّنّ لم يلبث أنْ زال حين لقينا هاتين القبيلتين؛ فلقينا بلقائهم البأس والشّدّة.
والشَّاهد فيه: (حسبنا كلّ بيضاء شحمة) حيث استعمل (حسب) بمعنى الرّجحان، فنصب به مفعولين؛ أوّلهما قوله: (كلّ بيضاء) ، وثانيهما قوله: (شحمة) .
يُنظر هذا البيت في: شرح ديوان الحماسة للتّبريزيّ ١/٤١، وابن النّاظم ١٩٧، وأوضح المسالك ١/٣٠٥، وتخليص الشّواهد ٤٣٥، والمغني ٨٣٣، والمقاصد النّحويّة ٢/٣٨٢، والتّصريح ١/٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>