للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما زلت أسير مصاحبًا النّيل، ولو خليت النّاقة لرضعها الفصيل.

والفرق بين هذه الواو وواو العطف: أنّ هذه الواو تؤذن بتمكُّن المصاحبة فقط، والواو الّتي١ بمعنى العطف توجِب الشّركة في المعنى؛ فإنْ كان الأوّل على معنى الفاعل فالثّاني على معنى الفاعل؛ والواو الّتي بمعنى (مَعْ) ليست كذلك، إذ الأوّل فاعل والثّاني مفعول؛ فظهر بينهما الفرق.

وقد يأتي٢ ما بعد الواو مرفوعًا، في قولهم: (كيف أنت وقصعةٌ [من] ٣ ثريد) [٥٧/أ] و (ما أنت

وزيدٌ) برفع٤ ما بعد (الواو) على أنّها عاطفة على ما قبلها.

ومن ذلك قولُ الشّاعر:

يَا زِبْرِقَانُ أَخَا بَنِي خَلَفٍ ... مَا أَنْتَ وَيْبَ أَبِيْكَ وَالْفَخْرُ٥


١ في ب: الّذي.
٢ في ب: تأتي، وهو تصحيف.
(من) ساقطة من ب.
٤ الرّفع ههنا هو الوجه؛ لأنّه ليس معك فعل ينصب، ولا يمتنع عطفه على ما قبله؛ لأنّ الّذي قبله ضمير مرفوع منفصل، والضّمير المنفصل يجري مجرى الظّاهر؛ فيجوز العطف عليه؛ فلذلك كان الوجه الرّفع.
وأجاز سيبويه النّصب بفعل مقدَّر، تقديره: (كيف تكون وقصعة من ثريد) و (ما كنت وزيدًا) .
يُنظر: الكتاب ١/٣٠٣، والتّبصرة ١/٢٥٩، وشرح المفصّل ٢/٥١.
٥ هذا بيتٌ من الكامل، وهو للمُخَبَّل السّعديّ، يهجو ابن عمّه الأعلى الزّبرقان ابن بدر - وهو غير الزّبرقان بن بدر الفزاريّ -، ويُنسب للمُتَنَخِّل السّعديّ.
يقال: يا أخا العرب؛ يُراد: يا واحدًا منهم.
و (بنو خلف) : رهط الزِّبرقان بن بدر. (ويب أبيك) : تحقير له وتصغير.
والشّاهد فيه: (الفخرُ) حيث رفعه عطفًا على (أنت) ، مع ما في الواو من معنى (مع) .
ويمتنع النّصب إذْ ليس قبله فعل ينفذ إليه فينصبه.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/٢٩٩، والمؤتلف والمختلف ٢٧٢، وتحصيل عين الذّهب ١٩٩، والتّبصرة ١/٢٥٩، وشرح المفصّل ٢/٥١، والهمع ٥/٢٨١، والخزانة ٦/٩١، والدّرر ٦/١٦٧، والدّيوان ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>