و (بني أبيكم) : أراد بهم الاخوة. والمعنى - كما قال العينيّ -: "كونوا أنتم مع إخوتكم متوافقين متّصلين اتّصال بعضكم ببعض كاتّصال الكُليتين وقربهما من الطّحال؛ وأراد الشّاعر بهذا الحثّ على الائتلاف والتّقارُب في المذهب، وضَرَبَ لهم مثلاً بقُرب الكليتين من الطّحال". المقاصد النّحويّة ٣/١٠٢. والشّاهد فيه: (وبني أبيكم) حيث نصبه بالفعل الّذي قبله - فكونوا - بواسطة الواو. يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب ١/٢٩٨، والأصول ١/٢١٠، ومجالس ثعلب ١/١٠٣، وسرّ صناعة الإعراب ١/١٢٦، ٢/٦٤٠، والتّبصرة ١/٢٥٨، وشرح المفصّل ٢/٤٨، ٥٠، وأوضح المسالك ٢/٥٤، والمقاصد النّحويّة ٣/١٠٣، والتّصريح ١/٣٤٥، والهمع ٣/٢٤٤، والدّرر ٣/١٥٤. ٢ في ب: في. ٣ في أ: نحوانّ، وهو تحريف. ٤ الّذي أجاز تقديم المفعول معه على مصحوبه هو أبو الفتح ابن جنّي في الخصائص ٢/٣٨٣، واستدلّ بهذا البيت الّذي أورده الشّارح، وببيت آخر هو: أُكْنِيْهِ حِينَ أُنَادِيْهِ لأُكْرِمَهُ ... وَلاَ أُلقِّبُهُ وَالسَّوْأَةَ اللَّقَبَا وردّ عليه ابن مالكٍ في شرح الكافية الشّافية ٢/٦٩٨ حيث قال: "ولا حُجّة لابن جنّي في البيتين؛ لإمكان جعلِ الواوِ فيهما عاطِفةً قُدِّمت هي ومعطوفُها؛ وذلك في الأوّل ظاهر. وأمّا الثّاني فعلى أنْ يكون أصله: (ولا أُلَقِّبُهُ اللَّقَبَ وأَسُوءُ السَّوْأَةَ) ثم حُذِفَ ناصبُ (السّوأَةِ) ثم قُدِّمَ العاطفُ، ومعمولُ الفعلِ المحذوفِ". يُنظر: ابن النّاظم ٢٨٠، والهمع ٣/٢٣٩، والأشمونيّ ٢/١٣٧.