للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: لما دخل تعميمٌ لاستثناء المفرد والجملة - كما سيأتي -.

وقولُه: في حكم دلالة المفهوم مخرج للاستثناء١ المتّصل؛ فإنّه إخراجٌ لِمَا دخل في دلالة المنطوق.

من أمثلة المستثنى المنقطع الآتي مفردًا٢، قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ} ٣ [فـ {اتِّبَاعَ الظَّنِّ} ] ٤ مستثنى منقطع، مخرج ممّا أفهمه {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} من نفي الأعمّ من العلم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ يستحضر٥ بذكر العلم لكثرة قيامه مقامه، وكأنّه قيل: ما يأخذون٦ بشيءٍ إلاَّ اتّباع الظّنّ.

ومنها: قولهم: له عَلَيَّ ألفٌ إلاَّ أَلْفَيْن وإنّ لفلانٍ مالاً إلاَّ أنّه شقيّ وما زاد إلاّ ما نقص وما نفع إلاَّ ما ضَرَّ وما في الأرض أخبث منه إلاَّ إيّاه وجاء الصّالحون إلاَّ الطّالحين٧؛ فالاستثناء في هذه الأمثلة كلّها على [نحو] ٨ ما تقدّم.

فالأوّل: على معنى له عليَّ ألف لا غير إلاّ ألفين.

والثّاني: على معنى عَدِم فلان البؤس إلاَّ أنّه شقيّ.


١ في أ: الاستثناء.
٢ "والاستثناء المنقطع أكثر ما يأتي مستثناه مفردًا، وقد يأتي جملة. ابن النّاظم ٢٨٨".
٣ من الآية: ١٥٧ من سورة النّساء.
٤ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٥ في ب: لمستحضر.
٦ في أ: يدحذون، وهو تحريف.
٧ في كلتا النّسختين: الصّالحين، وهو تحريف.
(نحو) ساقطةٌ من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>