للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيدًا أسدٌ١) أنّ زيدًا كالأسد، فأُريد المبالغة في التّشبيه؛ فقُدِّمت الكاف وجُعِلت مع (إنَّ) كالشّيء الواحد، فصارت غير متعلِّقة بعاملٍ٢، بعد أنْ كانت متعلّقة [٨٥/أ] ، وصارت حرفا لا غير، بعد أنْ كانت صالحة للاسميّة.

وتخفّف (كَأنَّ) فيبطُل٣ عملها؛ قال الشّاعر:


١ في أ: الأسد.
٢ وإن كانت هي حرف جرّ؛ لأنّها أُزيلت عن الموضع الّذي كان يمكن أن تتعلّق فيه بمحذوف، وقدّمت إلى أوّل الجملة فزال ما كان لها من التّعلّق بخبر (أنّ) المحذوف، وليست الكاف هُنا زائدة.
وذهب الزّجّاج إلى أنّ الكاف الجارّة في موضع رفع؛ فإذ قلتَ: (كأنِّي أخوك) ففي الكلام حذفٌ، تقديرُه: كأخوتي إيّاك موجود؛ لأنّ (أنّ) وما عملت فيه بتقدير مصدر.
يُنظر: سرّ صناعة الإعراب ١/٣٠٣، وشرح المفصّل ٨/٨١، والارتشاف ٢/١٢٩، والجنى الدّاني ٥٦٨، ٥٦٩، والمغني ٢٥٢، ٢٥٣، والهمع ٢/١٥٢.
٣ وقد تعمل مخفّفة؛ لكن يجوز ثبوت اسمها وإفراد خبرها، كقوله:
كَأَنْ وَرِيدَيْهِ رِشاءٌ خُلُبْ
والغالب أنْ يكون اسمها ضمير شأن محذوفا، ويكون خبرها جملة؛ ثمّ إنْ كانت الجملة اسميّة لم تحتج إلى فاصلٍ بينها وبين (كأنّ) .
وأمّا إنْ كان الخبر جملة فعليّة فيفصل بينها وبين (كأنّ) ب (لم) قبل المضارع المنفي، أو (قد) قبل الماضي المثبَت.
يُنظر: ابن النّاظم ١٨٣، وأوضح المسالك ١/٢٦٨، وابن عقيل ١/٣٥٧، والتّصريح ١/٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>