للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا اجتمع في باب (كان) النّاقصة معرفة ونكرة؛ فالاسم المعرفة، والخبر النّكرة، كالحكم١في المبتدأ.

وأنت مخيّرٌ إذا كانا معرفتين في جعلك أيّهما شئت الاسم والآخر الخبر؛ للتّساوي في التّعريف إلاّ أن يكون [٩٤/ ب] أحدهما أعرف من الآخر، كالضّمير٢ مع العلم، والعلم مع المُبْهَم، والمُبْهَم مع المعرّف بالألف واللاّم، والألف واللاّم مع المضاف.

فقولُك٣: (كان زيدٌ صديقك) أحسن من قولك: (كان صديقك زيدًا) ، وعلى ذلك يُقاسُ الباقي.

ويكونان مختلفين؛ أحدهما معرفة، والآخر نكرة؛ فإنْ كان الكلام نَثْرًا لم يكن الاسم إلاّ معرفة، وإنْ كان شعرًا جاز أن يجعل٤ الاسم [نكرة] ٥ والخبر معرفة للضّرورة، كقول حسّان بن ثابت [رضي الله عنه] ٦:

كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ ... يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ٧


١ في أ: كالحلم، وهو تحريف.
٢ في ب: كالمضمر.
٣ في أ: كقولك.
٤ في أ: تجعل.
٥ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٦ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٧ هذا بيتٌ من الوافر.
و (السّبيئة) : الخمر الّتي تُسبَأُ، أي: تُشتَرى؛ ورواه الأعلم: (كأنّ سُلافة) والسُّلافة: الخمر، أو خُلاصة الخمر، أو ما سال من العِنَب قبل العصر؛ وذلك أخلصها؛ وروي ـ أيضًا ـ: (كأنّ خبيئة) والخبيئة هي: الخمر المخبّأة المضنون بها. و (بيتُ رأس) : موضع بالشّام، وقيل رأس: اسمُ خمّار معروف.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/٤٩، والمقتضب ٤/٩٢، والأصول ١/٦٧، ٨٣، والجمل٤٦، والمحتسب ١/٢٧٩، والمقتصد ١/٤٠٤، وشرح المفصّل ٧/٩٣، وشرح التّسهيل ١/٣٥٦، والمغني ٥٩١، والخزانة ٩/٢٢٤، والدّيوان ١/١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>