للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: الآية ١٠٦] أي مؤخرون, وقال الله جل وعز: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} [الأعراف: الآية ١١١] وقد قُرِئ: {أَرْجِئْهُ وأَخَاهُ} , وينسب إلى من قال: مُرْجٍ بلا همز، هذا رَجُل مُرْجِيٌّ, ومن قال: هذا رجل مَرْجِئُ ثم نسب إليه قال: هذا رجل مُرْجِئِيٌّ, وهي الثُّنْدُؤَةُ، للحم الذي حول الثدي، فمن همزها ضم أولها، ومن لم يهمزها فتح أولها, وتقول: أصابه أُسْر، إذا احتبس بوله، وهو عودُ أُسْر ولا تقل يُسْر, وهو رجل مَأْسورٌ, وهو سَؤْر الطعام مهموز، وقد أَسْأَرْتُ في الإناء، والجمع أَسْآرٌ, وسُوْر المدينة غير مهموز, ويقال: اجعل هذا الشيء بَأْجًا واحداً، مهموزٌ, وتقول: ربطت لهذا الأمر جَأْشًا, وتقول: هي الفَأْس, والرَّأْس, والكَأْس مهموزات كلهن, وهو زِئْبَرُ الثوب، وقد قيل: زِيَبرٌ ولا تقل زِيْبُرٌ, وقد زَأْبَرَ الثوب فهو مُزَأبِر, ويقال: هي الحِدَأةٌ والجمع حِدَأٌ مكسور الأول مهموز، ولا تقل: حَدَأةٌ, وتقول في هذه الكلمة: حِدَأ حِدَأ، وَرَاك بُندُقَة"، وهو ترخيم حِدَأة, وزعم ابن الكلبي عن الشرقي أن حِدَأة وبُندُقَة قبيلتان من قبائل اليَمَن, وقال النابغة:

فأوردهن بطن الأُتْم شُعثًا ... يصن المشي كالحِدَإ التؤامِ

وتقول: هذه مِرْآة جيدةٌ، والجمع مَرَاءٍ، وتقول العامة: مِرْاةٌ بلا همز, وتقول: هي المَلَاءةُ، ويقول العامة: مَلَاة بلا همز, وتقول: هو الفَأْلُ وقد تفاءلتُ, والفَأْلُ أن يكون الرجلُ مريضاً, فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طالباً, فيسمع آخر يقول: يا واجد, وهي الفَأْرة، وهذا ممكان فائِر, وهو الذِّئْب، والجمع القليل أَذْوُب, والكثير الذِّئَاب, وهو ذُؤْبان العرب، للخُبَثاء الذين يَتَلصصون, وهو البِئْر، والجمع القليل أَبْؤُرُ وأَبْآر، الهمزة بعد الباء، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول: آَبَار، فإذا كثرت فهي البِئَار, ويقال: بَأَرت بِئْرًا, وهو الجُوْجُوْ، والجميع جَآَجِيْءُ, وهو اللُّؤْلُؤْ, وهو رجل لَآَلِ، لَعَّال, وتقول: له عندي ما ساءَهُ وناءَهُ، وما يَسُوءُه ويَنُوءُهُ, ومعنى ناءَهُ أي أَثْقَلَهُ, قال الله عز وجل: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: الآية ٧٦] أي تُثْقل العصبة, ويقال: نُوت بالحِمْل، إذا نَهَضت به مُثْقلاً، وقد ناءَنِي الحملُ، إذا أَثْقَلَك, وانشد ابن الأعرابي:

إني وَجَدك ما اقضي الغريم وإن ... حان القضاءُ وما رقت له كَبِدي

إلا عصا أرزنٍ طارت برايتُها ... تَنُوْءُ ضربتها بالكف والعَضُد

أي تَثْقُلُ ضربتها الكف والعضد, وقال الفراءُ: معنى قوله: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}

<<  <   >  >>