للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب: فِعْلٍ وفُعْلٍ باتفاق معنى

قال أبو عمرو: يقال: جِلب الرحل وجُلبه، وهو أحْنَاؤُه، قال: والجُلب أيضاً من السحاب تراه كأنه جبل، وهو الجِلْب, وأنشد لتابط شراً:

ولست بِجِلبٍ جِلب ريح وقرة ... ولا بصفاً صلدٍ عن الخير معزل

وحكى بعضهم: عِضوٌ وعُضْوٌ، ونِصفٌ ونُصفٌ, وقال أبو عبيدة: يقال: جاء بِحَجر جِمع الكف، وجُمع الكف، ووجأته بجِمع كفِّي وجُمْع كفي, ويقال: هلكت فلانة بجُمْع، أي وولدُها في بطنها، وجمع لغة, ويقال أيضًا للعذراء: هي بجِمع وجُمع, وقال الدَّهناء ابنة مسحل امرأة العجاج، حين نشزت عليه، للوالي: أصلحك الله، إني منه بجُمع، وإن شئت بجِمع، أي عذراء لم يفتضَّني.

قال الفرَّاءُ: واحد الأصبَار صِبرٌ وصُبرٌ، ويقال: رِجزٌ ورُجزٌ للعذاب, وهو الشِّح والشُّح, ويقال: سِفل الدار وعلوها، وسُفلها وعلوها, ويقال: كم لِبْنُ غنمك، وكم لُبْنُ غنمك، أي لَبُون غنمك, قال الكسائي: إنما سُمع كم لِبْن غنمك، أي كم ذوات الألبان منها, وحكي عن بعضهم: كان له وِدًّا وخِلًّا, قال: وأكثر ما سمعت وداً وخلاً, وتقول: كيف ابن أُنْسِك وإِنْسِك، يعني نفسه, ويقال: أتانا بصُبح خامسةٍ، وصِبح خامسةٍ, ويقال في الولد: الوِلد والوُلد, قال: ويكون الوُلد واحداً وجمعاً, وأنشد:

فليتَ فلاناً كان في بطن أمه ... وليتَ فلاناً كان وُلد حِمار١

قال: ومن أمثلة بني أسد: وُلْدِك من دَمَّي عقبيك، يعني من ولدته, ويقال: عائط عوط، وعائط عيط، إذا اعتاطت الناقة أعواماً فلم تحمل, ويقال: جِرو وجُرو, ومِشط ومُشط, أبو عبيدة: واحد الأطباء طُبْيٌ، وبعضهم يقول: طِبْيٌ, ويقال: إنما


١ النافع بن صفار الأسلمي يهجو الأخطل، التبريزي.

<<  <   >  >>