باب ما يقال: لا أَفْعَله ما
وَسَقَتْ عيني الماء، أي حملت, وكذلك يقال: ناقة واسق ونوق مواسيق, وما ذرفت عيني الماء, ولا أفعله ما أَرْزَمَت أم حائل، أي حَنَّت في إثر ولدها، وهي الرَّزَمَةُ, ويقال للذكر: سَقْب وللأنثى حائل, ولا أفعله ما أن في السماء نَجْمًا، أي ما كان في السماء نَجْم، وما عَنَّ في السماء نَجْم، أي ما عرض, وما أن في الفرات قَطْرة، أي ما كانت في الفرات قَطْرة, ولا أفعله حتى يَؤُوب القَارِظَان، وحتى يَؤُوب المُنَخَّلُ، وحتى يَحِنَّ الضَّبُّ في إثر الإبل الصادِرَة, ولا أفعله ما دعا الله داعٍ، وما حَجَّ لله رَاكب, ولا أفعله ما أن السماء سَمَاء, ولا أفعله ما دام للزَّيْت عاصرٌ, ولا أفعله ما اختلفت الدِّرَّة والجِّرَّة, واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو, ولا أف عله ما اختلف المَلَوان، والفتيان، والعصران، والجديدان، والأَجَدَّان، يعني الليل والنهار, ولا أفعله ما سمر ابنا سَمِير، ولا أفعله سَجِيس عُجَيس، وسَجِيس الأَوْجَسِ، وما غَبَا غُبَيْس, وأنشد الأموي:
وفي بني أم دبير كَيْس ... على الطعام ما غَبَا غُبَيس
ولا أفعله ما حَنَّت النيب، وما أَطَّت الإبل، وما غَرَّد راكب، وما غَرَّد الحمام، وما بل بحر صُوْفة, ولا أفعله أخرى المنون، أي أُخْرَى الدهر, ولا أفعله يد الدهر، وقَفَا الدهر، وحِيْرَىَّ الدهر, ولا أفعله سَمِير الليالي, قال الشنفري:
هناك لا أرجو حياة تسرني ... سَمِير الليالي مُبْسلاً بالجرائرِ
مُبْسل: مُسْلم، من قول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا} [الأنعام: الآية: ٧٠] ولا أفعله ما لَأْلَأَت الفُوْر, والفُوْر: الظباء، ولا واحد لها, ولَأْلَأَت: بصبصت بأذنابها, ولا أفعله حتى تبيض جَوْنَةُ القار, ولا أفعله حتى يَرِد الضَّبُّ, والضب لا يشرب ماء