باب: ما يُهمز مما تركت العامة همزه
يقال: هو المِئْزاب وجمعه مَآَزيب، ولا تقل: المِرْزاب, ويقال: المِئْشار بالهمز، وجمعه مَآَشيرُ, وقد أَشَرتُ الخشبة فهي مَأْشُوْرةٌ وأنا آشر, ويقال أيضاً: المِيْشارُ بلا همز، وقد وَشَرتُ الخشبة فهي مَوْشُوْرة وأنا واشر, ويقال أيضاً: مِنْشار, وقد نشرت الخشبة وهي مَنْشُوْرة وأنا ناشر, وتقول: هذا جَزْء وأبو جَزْء, وهذا رِئَاب، وهو السَّمَوأل بن عاديًا، ورؤبة بن العجاج مهموز, والرُّؤْبة: القُطْعة التي يسد بها الثلم في الإناء, وقد رَأَبت الإناء, ورُوْبة اللبن بلا همز: خَمِيرتُه التي يُروب بها، غير مهموز, وقد راب اللبن يرُوبُ, ورُوبةُ الفحل غير مهموز، وهو جِمَامُ مائه, ويقال: مَضَتُ رُوْبة من الليل, ويقال: ما يقومُ برُوْبة أهله، بشأنهم وصلاحهم, وهي الذُّؤَابة, وتقول: هذا غلام مُذَأَّب ومُذْأَب، أي له ذُؤَابة, وتقول: هذا مُهَنَّأ قد جاء, وهم أزدُ شَنُوءة، على مثال فَعُولة، ولا يُقَال: شَنْوة، وينسب إليها, فيقال: شَنَيّ, والشَّنُوءة: التقزز, ويقال: فيه شَنُوءةٌ يا هذا, قال أبو محمد: أنشدني أبو الفَتْح قال: أَنْشَدَني أبو زيد النحوي سَعِيدُ بن أَوْس:
وَنَحن قَتَلنا الأَزْد أَزْد شَنُوءَة ... فما شَرِبوا بعد على لذة خَمْرا
وقد يقال: أزد شَنُوَّة، بتشديد الواو غير مهموز، وينسب إليها الشَّنَوي, ويقال: عند فلان فِئَام من الناس, والعامة تقول: فَيَام من الناس, وتقول: هي اللَّبُؤَةُ، فهذه اللغة الفصيحة، ولَبْوَةُ لغة, وهو عامرُ بن لُؤَي، والعامة تقول: لُوَي بلا همز, وتقول: طَيِّء تفعل كذا، والعامة تقول: طَيٌّ تفعل كذا, وهي كلاب الحَوْأَب، ولا تقل: الحُوَّب, قال الفراء: أنشدني بعضهم:
ما هي إلا شربة بالحوأَب ... فصعِّدي من بعدها أو صوِّبي
وتقول: هذا رجل مُرْجِئْ، وهم المُرْجِئَة، وإن شئت قلت: مُرْجٍ، وهم المُرْجِيَة؛ لأنه يقال: أَرْجَأْت الأمر وأَرْجَيْتُهُ، إذا أخرته, قال الله جل ثناؤه: