باب ما يقال فعلت ذاك،
وتقول: تلك فعلت ذاك، وَتِيك فعلت ذاك، وَتَالك فعلت ذاك، وَتِلك لغة ردية, ولا تقل: ذِيْك, وتقول: ذَلِك فعل ذاك، وذاك فعل ذاك، واللام في ذلك زائدة, وفي الاثنين ذانِكَ وذانِّكَ، والجميع أولئك وأُلَاك وأُلَالِكَ, قال الشاعر:
أُلَالِكَ قوم لم يكونوا أُشَابَة ... وهو يعظ الضِّلِّيل إلا أُلَالِكَا
وللمرأتين تَانِكَ وتانِّكَ، ... والجمع مثل جمع المذكر
ويقال: قد خَبَت النار، إذا سكن لَهَبُهَا, وقد كَبَت إذا غطاها المراد والجمر تحته, وقد همدت، إذا طَفِئت "ولم يبقى منها شيء البتة", وتقول: فلانٌ بَدَوي وفلان حَضَري ويقال: على الماء حَاضِرٌ، وهؤلاء قوم حُضَّارٌ، إذا حَضَرُوا المياه, وتقول: نحن ننتظر سُفَّارنا وسافِرَتَنَا وسَفْرَنَا، ونحن ننتظر مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنَا, وتقول: هؤلاء قوم ناجعة ومُنْتَجِعون، وقد نجعوا في معنى انتجعوا, وتقول: نَضَجت القربة والدلو والوطب, وقد نَتَح النِّحْي وَرَشَحَ وَمَث, والنِّحْي: ما يكون فيه السمن, وتقول: قد أَفْصَى عنك الحر، أي خَرَج، ولا يقال أَفْصَى البرد, ويقال: لَقِيتُهُ مُغَيرِبَان الشمس، ومُغَيرِبَات الشمس, ولقيته عُشَيشِيَة وعُشَيشِيَات وعُشَيشِيَانات وعُشَيَّانَات, وتقول: أَتَيتُهُ على ريق نفسي، وأتيته رَيِّقًا، أي لم أطعم شيئاً, وتقول: ما أحسن مَلْأ بني فلانٍ، أي أَخْلَاْقُهُم وعِشْرَتُهُم, وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه, حين ضربوا الأعرابي: "أحسنوا أَمْلَاءكم", وقال الجهني:
تنادوا يال بهثة إذ رأونا ... فقلنا أحسني مَلْء جهينا
وتقول: هذا رجل صَيِّرٌ شَيِّرٌ: حَسَنُ الصُّوْرةِ والشارةِ, وتقول: قد أَشَار إليه وَشَوَّرَ إليه بيده.