للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حَلَأت الإبل عن الماء، إذا طردتها عنه, ومنعتها من أن تَرِده, وقد حَلَّيتُ الشيء في عين صاحبه, وقد رَبَأت القوم، إذا كنت لهم رَبِيئة أَرْبَأُ رَبْأ، وقد رَبَوتُ من الرَّبْو, وقد ذَرَأ الله الخلق يَذْرَؤُُهم ذَرْءًا، أي خَلَقَهُمُ, وقد ذَرَا الشيء يَذْرُوهُ ذَرْوًا، إذا نَسَفَهُ, وذَرَا يَذْرُوْ ذَرْوًا، إذا أسرع في عدوه, قال العجاج:

ذارٍ وإن لاقى العزاز أحصفا

وذَرَا نابُ البعير، إذا كل وضعف, قال أوس:

وإن مُقْرم منَّا ذَرَا حد نابه ... تخمط فينا نابُ آخر مُقْرَمِ

وتقول: دَرَأتُهُ عني، إذا دَفَعته، أَدْرَؤُه دَرْءًا, ومنه: "ادْرَءُوا الحدود بالشبهات" , وقد دَرَيتُهُ دَرْيًا, إذا خاتَلْتُهُ, وقد دارَأْتُهُ، إذا دفعته عنك بخصومةٍ, وقد دارَيْتُهُ، إذا خاتلته, قال الشاعر:

فإن كنت لا أَدْرِيْ الظباء فإنني ... أدس لها تحت التراب الدواهيا

وقال آخر:

كيف تراني أذَّري وأدَّري ... غرات جمل وتَدَرَّى غرري

أذَّرِي أفتعل من ذَرَيت، وكان يَذْرِيْ تُرَاب المعدن، ويَخْتل هذه المرأة بالنظر إذا اغترت, وقد تَبَرأتُ منه تَبَرُّؤًا، وقد تَبَرَّيتُ لمعروفه تَبَرِّيًا، إذا تعرضت له, وأنشد:

وأهلة ود قد تَبَرَّيتُ ودهم ... وأبليتهم في الحمد جَهْدِيْ ونائلي ١

يقال: أَهْل وأَهْلةٌ, وقد أَبْرَأْتُهُ مما عليه من الدين, وقد أَبْرَيْت الناقة، إذا عملت لها برة, وقد بَدَأتُ بالشيء, وقد بَدَوتُ له إذا ظهرت له, وقد ارْدَأْت الرجل إذا أَعَنتهُ، قال الله جل وعز: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً} [القصص: ٣٤] ، وقد أَرْدَيْته إذا أهلكته, وقد أَمْلَأْت النزع في القوس إذا شددت النزع فيها, وقد أَمْلَيْتُ له في غيه، إذا أطلت له، وقد أَمْلَيْت للبعير في قيده إذا وسعت له في قيده, وقد نَدَأت القرص في النار، إذا مَلَلته فيها, وقد نَدَوت القوم إذا أتيت ناديهمُ أي مجلسهم, وقد نَشَأت في نعمة, وقد نَشِيتُ منه ريحاً طيبة أي شَمِمتُ, وقد نَسَأت في ظِمْء الإبل، إذا زدت في ظِمْئها يوماً أو يومين, وقد نَسِيتُ الشيءَ إذا لم تذكره, وقد نَسِيَ الرجل، إذا اشتكرى نَسَاهُ.


١ لأبي الطمحان, كما في: اللسان: أهل.

<<  <   >  >>