للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا قَبَّلتُهُ, قال الشاعر١:

فَلَثِمْت فاهاً آَخِذًا بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

وقد قَمَحت السَّويق، وسَفِفتُهُ, وجَرَت المَاء, قال الأصمعي: ولا يقال غيره, وقد لَقِمت اللُّقْمة فأنا أَلْقِمُهَا لَقْمًا, وزَرِدت اللقمة، وبَلِعتُهَا وسَرِطتُهَا، وسَلِجتُهَا، بمعنى واحد, ويقال في مثل: الأخذ سَلَجان والقضاء لَيَّان، أي إذا أخذ الرجل الدَّيْن أكله، فإذا أراد صاحب الدين حقه لَوَاهُ به, ويقال أيضاً: الأخذ سُرَّيطى والقضاء ضُرَّيطى: أي يَسْتَرِط ما يأخذ من الدين فإذا تقاضاهُ صاحبه أَضْرَطَ به, ويقال أيضاً: الأخذ سُرَّيط, والقضاءُ ضُرَّيط, ويقال: قَضِمَتِ الدابة شعيرها تقضمه قَضْمًا، وقد خَضَمت الشيء فأنا أَخْضَمُه خَضْمًا, والخَضْم: أكل بِسَعة, قال الأصمعي: أخبرنا ابن أبي طرفة, قال: قدم أعرابي على ابن عم له بمكة فقال: إن هذه بلاد مَقْضَم وليست ببلاد مَخْضَم, والخَضْم: أكل بجميع الفم، والقَضْم دون ذلك, ويقال: قد يبلغ الخَضْم بالقَضْم, ويقال: قد وَدِدت لو يفعل ذاك وُدَّ وَوَدًّا وَوَدَادَة, وقد وَدِدتُهُ أَوُدُّه وُدًّا, وقد بَرِرت والدي، وقد بَرِرت في يميني, وقد صَدَقت، يا فلان، وبَرِرت وقد لَعِقت العسل والسمن, وقد لَحِستُ الإناء فأنا أَلْحَسُه لَحْسًا, وقد مَصِصت الرُّمَّان, وقد مَعِضت من ذاك الأمر أَمْعَضُ منه مَعْضًا، إذا امتعضت منه, وقد شَرِكت الرجل في أمره أَشْرَكُه شِرْكًا, وقد نَفِست عليَّ بخير تَنْفَسُ نَفَاسَة, وقد نَهِكَتْه الحمى, وقد نَهِكتُهُ عُقُوبَة أَنْهَكُهُ نَهْكَة ونَهْكًا, وقد نَهِكَهُ المرض يَنْهَكُهُ نَهْكًا ونهكة, ويقال: انهَكْ من هذا الطعام، أي بالغ في أكله, ومنه قيل للشجاع: نُهَيك أي يَنْهَكَ عدوه أي يبالغ فيه, وقد لَجِجت أَلَجُّ لَجَاجَة, وقد صَمِمْت يا رجل تَصَمُّ صَمَمًا, وقد بَشِشت به فأنا أَبَش به بَشَاشَة, وقد نَشِف الحوض ما فيه من الماء, وقد نَفِد الشيء ينفد نَفَادًا, وقد ضَرِمت النار تَضْرَمُ ضَرَمًا, إذا تَضَرمت, وقد ضَرِيت بذاك الأمر أَضْرَى به ضَرَاوَة, قَالَ الأصمعي: قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: إياكم وهذه المَجَازر، فإن لها ضَرَاوَة كَضَرَاوَةِ الخَمْر, وقد دَرِبت به أَدْرَبُ دَرَبًا ودُرْبَة, وقد لَهِجت به أَلْهَجُ, وقد غَبِيت عن الشيء فأنا أَغْبَى عنه غَبَاوَة, إذا لم تعرفه, وقد هَلِعت من الشيء أَهْلَعُ هَلَعًا، إذا جَزْعت, وقد لِعْت منه فأنا أَلَاعُ, وهو


١ هو عمر بن أبي ربيعة, كما في: "اللسان": حشرج.

<<  <   >  >>