للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشبه ذلك، إلا حرفاً جاء نادراً، وهم بنو صَعْفُوق، لَخَول باليمامة, قال العجاج:

من آل صَعْفُوق وأتباع أخر

وما كان على مثال فَعِّيل أو فِعْلِيل فهو مكسور الأول، نحو قولك بصل حِرِّيف، ورجل سِكِّير، إذا كان كثير السكر، وفِسِّيق، إذا كان كثير الفسق، "وخِمِّير: كثير الشرب للخمر، وعِشِّيق: كثير العشق، وفِخِّير: كثير الفخر"، وجِبِّير: كثير التجبر، وصِرِّيع: شديد الصراع، "وغِلِّيم: شديد الغلمة"، وظِلِّيم: إذا كان شديد الظلم، وضِلِّيل: كثير التتبع للضلال، وجِرْجِيْر "للبقل"، وسِفْسِير: للفيج والتابع, وما كان على مثال مِفْعِيل فهو مكسور الأول، ومؤنثه بغير هاءٍ، نحو قولك: هذا فرس مِحْضِيْر، وهذا رجل مِعْطِيْرٌ، وهذا جوادٌ مِئْشِيْرٌ، من الأشر, قال الراجز ١:

إن زل فُوْه عن جواد مِئْشِيْر ... أصلق ناباه صياح العُصْفُوْر

يتبعن جأباً كمدق المِعْطِيْر

ويقال: امرأةٌ مِعْطِيْر ومِعْطار وعَطِرةٌ, وما كان على فَعَل يَفْعَلُ فإن مصدره إذا كان على مفعَل مفتوح العين، نحو ضربه يضربه مَضْرِبًا، والموضع مكسور، نحو قولك: هذا مَضْرِبُه, وما كان من ذوات التضعيف فإنه يأتي في مصدره الفتح والكسر، نحو قولك تنحَّ عن مَدَبِّ السيل ومَدِبِّهِ, وهو المَفِرُّ والمَفَرُّ, وما كان على فعل يفعُلُ فإن مصدره إذا جاء على مَفْعَل مفتوح العين، وكذلك الموضع مفتوح، نحو قولك دَخَل يَدْخُلُ مَدْخَلاً وهذا مَدْخَلُهُ، وَخَرَجَ يَخْرُجُ مَخْرَجًا وهذا مَخْرَجُهُ، إلا أحرفاً جاءت نوادر بكسر العين، وهي مَفْرِق الرأس، وكان القياس مَفْرَقُ، ومَطْلِع، ومَشْرِقٌ، ومَغْرِبٌ، ومَسْقِط، ومَسْكِنٌ, وقد يقال مَسْكَنٌ، ومَنْبِتٌ، ومَحْشِرٌ، وقد يقال مَحْشَرٌ، ومَسْجِدٌ، ومَنْسِكٌ، ومَجْزِرٌ، فإن هذه جاءت على غير القياس، ومنها ما يقال بالفتح ومنها ما لا يُفتح, وما كان فاء الفعل منه واواً وكان واقعاً فإن المَفْعِلَ منه مكسور، مصدراً كان أو موضعًا، نحو قولك وَعْدَهُ يَعِد وَعْدًا ومَوْعِدًا وهذا مَوْعِدُهُ، وَوَصَلَهُ يَصِلُهُ وَصْلاً ومَوْصِلاً وهذه مَوْصِلُهُ, وقال الهذلي٢:

ليس لميت بِوَصِيل وقد ... عُلِّق فيه طَرَفُ المَوْصِلِ


١ الرجز للعجاج, كما في: "اللسان": صلق.
٢ هو المتنخل, كما في: "اللسان": وصل.

<<  <   >  >>