فمن قال: سادس بناه على السدس، ومن قال ساتا بناه على لفظ، ستة وست والأصل سدسة، فأدغمت الدال في السين فصارت تاء مشددة، ومن قال سادياً وخامياً أبدل من السين ياء، وقد يبدلون بعض الحروف ياء، قالوا: أما وأيما، قال: وسمعت أبا عمرو، يقول: قول الله جل ثناؤه: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}[البقرة: ٢٥٩] أي لم يتغير، من قوله:{حَمَأٍ مَسْنُونٍ}[الحجر: الآية ٢٦] ، قال: فقلت له: إن مسنوناً من ذوات التضعيف ويتسن من ذوات الياء؟ قال: أبدلوا النون من يتسنن ياء، كما قالوا: تظنيت، وإنما الأصل تظننت، وقال العجاج:
تقضِّي البازي إذا البازي كسر
أراد تقضض، وحكى الفراء عن القناني: قصيت أظفاري، وحكى ابن الأعرابي: خرجنا نتلعى، أي نأخذ اللعاعة، وهو بقل ناعم في أول ما يبدو، قال الأصمعي: وقولهم تسريت، أصلها تسررت من السر، وهو النكاح، وتقول: عندي ستة رجال ونسوةٍ، أي عندي ثلاثة من هؤلاء وثلاث من هؤلاء، وإن شئت قلت: عندي ستة رجال ونسوةٌ، فنسقت بالنسوة على الستة، أي عندي ستة من هؤلاء وعندي نسوة، وكذلك كل عدد احتمال أن يفرد منه جمعان، فلك فيه الوجهان، فإذا كان عدد لا يحتمل أن يفرد منه جمعان فالرفع لا غير، تقول: خمسة رجال ونسوةٌ، ولا يكون الخفض وكذلك الأربعة والثلاثة، وقال الكسائي: إذا أدخلت في العدد الألف واللام فأدخلها في العدد كله، فتقول: ما فعلت الأحد العشر الألف الدرهم، والبصريون يدخلون الألف واللام في أوله، فيقولون: ما فعلت الأحد عشر ألف درهم، ويقولون: هذه خمسة أثواب، فإذا أدخلت الألف واللام قلت: هذه الخمسة الأثواب، وإن شئت قلت: خمسة الأثواب، وإن شئت قلت: الخمسة الأثواب، وأجريتها مجرى النعت، وكذلك إلى العشرة، قال ذو الرمة:
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافي والرسوم البلاقع
وقال الآخر:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسما وأدرك خمسة الأشبار