للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الساحل، وقد أجبلوا، إذا صاروا إلى الجبل، وقد أسهلوا، إذا صاروا إلى السهل، وقد أَلْوَوْا، إذا صاروا إلى لِوَى، وقد أَجَدُّوا، إذا صاروا إلى الجدد، وقد بَصَّروا، إذا صاروا إلى البصرة، وقد كَوَّفوا، إذا أتوا الكوفة، وقد أَفْلَوْا، إذا صاروا إلى الفلاة، وقد أَرْيَفْنا، أي صرنا إلى الريف، ويقال: أَبْحَرَ فلانٌ، إذا ركب البحر والماء، وقد أَبَرَّ، إذا ركب البر، ويقال: جادبت الإبل العام، إذا ما كان العام محلاً فصارت لا تأكل إلا الدَّرَين الأسود درين الثمام والعضاه، وتقول: قد شَاجَرَ المالُ، إذا رعى العشب والبقل فلم يبق منهما شيء فصار إلى الشجر يرعاه، قال الراجز:

تعرفُ في أوجهها البشائر ... آَسَان كل أفق مُشَاجِر

وتقول: هو على آَسَان من أبيه وآَسَال، أي شبه وعلامات، واحدتها أُسُن، قال: ولم أسمع بواحدة الآسال، وتقول: قد حَمَضَتْ الإبل فهي حامِضَة، إذا كانت ترعى الخلة، وهو من النبت ما كان مالحاً أو ملحًا، أَحْمَضْتُهَا أنا، فإذا كانت مقيمة في الحَمْض قيل: إبل حَمْضِيَّة وإبل راضعة، وهؤلاء قوم أصحاب وَضِيعة، إذا كانت إبلهم ترعى الحمض، وهذه إبل آَرِكة، إذا كانت مقيمة في الحَمْض، وإبل زاهية لا ترعى الحمض، وإبل عادية، إذا كانت لا ترعى الحَمْض، قال كثير:

وإن الذي ينوي من المال أهلها ... أَوَارك لما تأتلف وَعَوَادي

ذكر امرأة وأن أهلها يطلبون من المهر ما لا يمكن، كما لا تَأْتَلِف هذه الأوراك والعوادي، وتقول:: هو أَنْقَاس المداد، واحدة نِقْس، ومثلها أَنْبَار الطعام، واحدها نِبْر، وقال الأصمعي: يقال: أَجْهَزْت على الجريح، إذا أَسْرَعْت قتله، وقد تَمَّمت عليه مثله، ويقال: فرس جَهِيز، إذا كان سريع الشد، وقد ذَفَّفت عليه، ومنه قيل: خَفِيف ذَفِيف، ومنه اشتق ذُفَافة، وقد أَجَزت على اسمه، "إذا أسقطته وضربت عليه، ولا تقل أَجَزت على الجريح"، وتقول: قُتل فلانٌ قِتْلَةَ سوء، فإذا قتله عشق النساء، وَقَتَلَته الجن قيل: اقتتل فلان اقتتالاً، وتقول: قد رَمَيت عن القوس، وَرَمَيْت عليها، ولا تقل رَمَيت بها، قال الراجز:

أَرْمِي عليها وهي فرع أجمع ... وهي ثلاث أذرع والإصبع

وهي إذا أَنْبَضْت فيها تسجع ... ترنم النحل أبى لا يهجع

وتقول: قد عقل بعيره بِثِنايين، غير مهموز، لأنهما ليس لهما واحدٌ، ولو كان

<<  <   >  >>