للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الله عزَّ وجلَّ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} [الذرايات: ٢٩] , ويقال: المِحْمل يصرُّ صريراً, ويقال: قد صَرَّ الفَرَسُ أذنيه, فإذا لم يوقعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس, وتقول: هي الإِبهام، للإصبع، ولا تقل البِهام, والبِهام: جمع البَهْم، والبَهْم: جمع بَهْمَةٍ، وهي أولاد الضأن, والبهمة: اسم للمذكر والمؤنث, والسِّخَال: أولاد المعزي، الواحدة سخلة للمؤنث والمذكر، فإذا اجتمعت البِهام والسِّخال قيل لهما جميعاً بِهام, ويقال: هم يبَهِّمون البَهْمَ، إذا خَرَمُوه عن أمهاته فرعوه وحده, ويقال: قعدنا في الظلِّ، وذلك بالغداة إلى الزوال، وما بعد الزوال فهو الفيء، والجمع أَفياءٌ وفُيُوءٌ, قال أبو ذؤيب:

لعمري لأَنت البيتُ أُكْرِمُ أَهلَه ... وأقعد في أَفيائه بالأصائل

وقال حميد:

فلا الظل من برد الضُّحَى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العَشِيّ تذوقُ

والظل: ما نسخته الشمس, والفيْء: ما نسخ الشمس", وقولهم: "رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن", للرجل إذا رد عن حاجته, قال أبو اليقظان: كان حُنينٌ رجلاً شديداً، ادَّعَى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران، فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم, فقال عبد المطلب: لا وثياب هاشم، ما أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع, فقالوا: رجع بِخُفَّيْ حنين, وقولهم: "آهَةً وأَمِيْهَةً" فالآهة من التأوه، وهو التوجع: يقال: تَأَوَّهْت آهة, قال المثقب:

إذا ما قمت أرحلها بليل ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحزين

والأَمِيْهَةُ: جُدَرِي الغنم، يقال: أَمْهَتِ الغنم فهي مَأْمُوهة, قال: وأنشدنا ابن الأعرابي:

طبيخ نُحَاز أو طبيخ أَمِيهَةٍ ... صغير العظام سيء القسم أملطُ

يقول: كان في بطن أمه وبها نُحاز أو أميهةٌ فجاءت به ضاوياً صغيرًا ضعفيًا, وقولهم: لا دَرَيت ولا أَتْلَيْت"، يدعو عليه بان لا تُتْلِيَ إبله، أي لا يكون لها أولاد، عن يونس, ويقال: "لا دَرَيت ولا ائْتَلَيْت" هي "افْتَعَلْت" من قولك: ما أَلَوت هذا ولا استَطَعتُهُ، أي ولا استطعت, وقال: بعضهم يقول: "لا دَرَيت ولا تَلَيت" تَزْوِيجًا للكلام, والشرف والمجدُ لا يكون إلا بالآباء, يقال: رجلٌ شريفٌ، ورجلٌ ماجد.

<<  <   >  >>