إن الحمد لله، نحمده، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
أمّا بعد: فهذا هو الإصدار السادس من سلسلة: "دراسات في المنهج" وقد جاء بعنوان: "الأخلاق الفاضلة، قواعدُ ومنطلقاتٌ لاكتسابها"، وهو موضوعٌ قد اتّجهتُ إلى كتابته منذ عام ١٤٠٣هـ تقريباً، وانشغلتُ به طوال هذه السنوات، وأنا في تفاعلٍ معه، وعلى قناعة به وبالكتابة فيه، وقناعةٍ بالتربية عليه التربيةَ الأخلاقية النظرية والعملية.
وقد اتّجه الرأيُ الآن إلى نشْر ما نَجَزَ من أوراقه، بدلاً من إرجائه حتى يكتمل؛ ولا سيما أن من العسير أن يوفَّى هذا الموضوع حقه، أو أن يَكْتبَ شخصٌ عن موضوعاته كلها كتابةً وافيةً.
ولئن بقيتْ للموضوع بواقٍ جديرةٌ بالتأمل والنظر والبحث والكتابة، فالأمل أن تتواصل متابعة ذلك واستكماله في إصدار آخر أو أكثر.
أهميّة الأخلاق:
إن للأخلاق الفاضلة أهمّيةً عظمى في حياة الإنسان سواءٌ بالنسبة له، أو بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه، أهميةً تفوق الحاجة إلى الطعام والشراب، ذلك أنه بهذه الأخلاق يعيش حياته السعيدة في الدنيا، ويصير