تتعدّد مظاهرُ المفاهيم المغلوطة في هذا الباب وأسبابُها، وأشيرُ هنا إلى أهمها في النقاط التالية:
أ - الانطلاق من الانفعالات والمواقف الشخصية:
لعل من أوسع أبواب الخطأ في فهم طبيعة التعامل الشرعي، وفي فهم الأخلاق المتعيّنة على المسلم تجاه الكافرين، الانطلاق من الانفعالات والمواقف الشخصية، وليس من خلال النصوص والأحكام الشرعية؛ وبالتالي تأتي المفاهيم والكتابات في هذا الموضوع تبعاً لمواقف الأشخاص، وانفعالاتهم، وطبائعهم، وظروفهم. فهي عندئذٍ تختلف باختلاف القوة والضعف، والشدة واللين، والحماس وضده!.
والواجب أن يكون التعرف على هذا الجانب المهم من الإسلام، من خلال النصوص الشرعية، لا المواقف الشخصية، ولا ما يُمليه واقع العصر١.
والواجب أن يكون ذلك من خلال الرجوع إلى النصوص كلها وفهْمها وَفْق منهج سديد.
ومِن المؤكَّد أن ما يُعبِّر به بعض المسلمين عن إخلاصهم للإسلام تجاه
١ ولا سيّما في هذا العصر الذي مارسَتْ فيه كثيرٌ من دول الكفر ألواناً مِن الإساءة والضغوط والاضطهاد للمسلمين، بعيداً عمّا تَقضي به أصول الأخلاق الحميدة، فانعكس ذلك على طبيعة العلاقة مع المسلمين، وعلى نظرة المسلمين لهؤلاء، ومواقِفهم منهم؛ فظهر أثرُه في آرائهم تجاههم؛ والشر يَجرُّ الشرَّ، والخطأ يَجرُّ الخطأ!.