للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١١- البواعث الفردية والجماعية وأثرها في الأخلاق]

قد يتنازع الإنسان في أخلاقه وتصرفاته دافعان: الدافع الفردي الذي ينظر بمقتضاه إلى نفسه ومصالحها. والدافع الجماعي الذي ينظر بمقتضاه إلى أفراد مجتمعه ومصالحهم.

والإسلام لا يُبطل الدافع الفردي في الأخلاق ولا يسقطه على الإطلاق، بل يُكلِّف المسلم بأن ينظر في حق نفسه ومصالحها، ولكن على أن يكون ذلك ضمن ضوابط معيّنة يفرضها عليه وهو يقوم بهذا الواجب تجاه نفسه، ومن أهم هذه الضوابط أن لا يُغفله ذلك عن حقوق المجتمع الذي يعيش فيه.

فلا بدّ إذن من التوازن في الاهتمام النفسيّ وفي النشاط السلوكيّ لدى المسلم؛ لئلا يكون أنانياً مُفْرطاً في حب نفسه، والاهتمام بها، جُلُّ هَمِّه البحث عن حقوقه في ذلك المجتمع، أو البحث عمّا له، وما ليس له من ذلك، ناسياً الواجبات التي عليه لمجتمعه.

حقاً إنّ قدراً زائداً من الاهتمام بالذات يُعدّ أنانيةً قاتلة للفرد والمجتمع.

وإنّ قدراً معيَّناً من الاهتمام بالآخرين، لا بدّ منه للإنسان؛ ليباعِدَ بينه وبين تلك الأنانية الظالمة التي بها تموت، أو تُقتل، كثير من المجتمعات على أيدي الظالمين والمنحرفين في سبيل تحقيق مآربهم الشخصية الغريبة.

ولخطورة الأنانية المفرطة على المجتمع فإن الإسلام يَسُدّ الطريق إليها على الإنسان المسلم الذي يسير وفق هَدْي الله تعالى، وذلك بالتربية

<<  <   >  >>