تراجم الرجال مدارس الأجيال ... فالمرء يستفيد الخير من قراءة سير أهل الخير.. فإذا قرأ سيرة كريم تنبّه إلى أهمية الكرم.. وإذا قرأ سيرة شجاع تنبه إلى أهمية الشجاعة وإذا قرأ سيرة زاهد أدرك أهمية الزهد.. وإذا قرأ سيرة ورع تنبه إلى أهمية الورع، وإذا قرأ سيرة داعية أو آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر تنبه إلى أهمية ذلك في حياة الإنسان، وإذا قرأ سيرة عالم محقق تنبه إلى أهمية العلم في حياة الإنسان ... ولربما حاسب نفسه عند قراءته لتلك السير على تلك المعاني وأخذ نفسه بها، واكتسبها سيرة وخلقاً في حياته.
ومن المعلوم أن الخير قد تفرق في الناس، فهذا حليم وهذا شجاع وهذا كريم.. إلخ ولا تجد إنساناً كاملاً قد جمع الفضائل كلها والكمال كله.
وأيضاً فقد تجد فضيلة في شخصٍ ما إلى جانب رذيلة ما فيه أو نقصٍ فيه.
وتجد أيضاً وأنت تقرأ في تراجم الرجال وفي سيرهم نوعاً آخر من الناس يقال في وصفه مثلاً: سَرَق، أو زنى، أو ظلم، أو قتل.. إلخ.