إذا كانت أخلاق الإنسان تشمل نشاطاته وعلاقاته وتوجهاته كلها، فإنّ مما يَدْخل في ذلك -بصورةٍ مؤكَّدة وعلى نطاق واسع- خُلق التعامل مع المخالف.
والمخالِف أنواع وأصناف شتى من الناس، ولكنهم على اختلافهم، ينقسمون بحسب الدِّين إلى قسمين:
- المخالف المسلم.
- المخالف الكافر.
ومبدأ الالتزام بمكارم الأخلاق، يَتطلَّب الالتزام بها مع المخالِف أياً كان، وهذا يستدعي التعرف على وجه الصواب، وعلى محاسن الأخلاق في التعامل مع المخالف.
وإصابة الخُلق المحمود في التعامل مع المخالف مرهون بأمرين:
الأول: الفقه الشرعيّ، والمعرفة الصحيحة بالأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع. وكم انطلق الإنسان من تصرفاتٍ تجاه المخالف مخطئة خاطئة معاً؛ ظناً منه أن ذلك هو حُكم الشرع!. والناس بعد معرفتهم بنصوص الشرع منهم من يفقه الحكم، ومنهم من لا يفقهه.
الثاني: الأخلاق النفسية الشخصية المستقرة في داخل النفس، المحرِّكة لتصرفات الإنسان وسلوكياته. وكم من شخصٍ عَرَف حكم الشرع في هذا الموضوع، لكنه تركه جانباً، وأَخذ بما تُمْليه عليه سجيته وطبعه أو هواه!.
ومِن اللازم الإشارة هنا إلى أنَّ الشرطَ في تحديد هذه المفاهيم والأخلاق في هذا الموضوع هو أَن يكون الإنسان فيها صادِراً عن