تعوّدْ أن لا تعيش لنفسك فقط، وإنما تُفَكِّرُ في غيرك، وتعمل شيئاً من أجل غيرك، وتضحي بشيء من مصالحك لمصالح غيرك، فإذا تذكرت أن لك حاجات فتذكّرْ أيضاً أن لغيرك حاجات، وإذا أحسست بأن لك مشاعر فتذكرْ أيضاً أن لسواك من الناس مشاعر، ولا تكن كالحجر عديم الإحساس والشعور بآلام الناس من حولك وآمالهم، ولعل هذا الخلق الطيب في الإنسان من أهم الفوارق بينه وبين المخلوقات الأخرى في تعامله مع الناس ومخالطته لهم.
ألا تعلم أن من أهم معاني مكارم الأخلاق هو أن يتعوّد الإنسان الاتصاف بصفات الكرم والإيثار والتضحية، وأن من تطبيقات هذه الصفات أن تعتاد ترْك أشياء من أجل الله، وتعمل أشياء من أجل الله، وتكون بذلك أكثر سروراً من تحقيق بعض ما فاتك بسببها من مصالحك الشخصية القريبة في هذه الدار الفانية؟!.
وتذكّر أن إيمانك لا يَكْمُلُ إلا بهذا لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يحب لنفسه".