من أَولى ما تعاون الناس فيه تربية النشء والأولاد، وليس التعاون في أمور دنياهم بأولى من التعاون في هذا المطلب الأساس.
وينبغي لنا من جهة أخرى أن نُدْرك أن التعاون والتكافل بين الناس في التربية ضرورة من ضرورات التربية، سواء داخل الأسرة الواحدة، أو بين الأقارب، أو الأصدقاء أو أفراد المجتمع بعامّة؛ فإن من الصعب جداً أن يقوم فردٌ واحد بتربية أبنائه مثلاً دون تعاون مَنْ معه ومَنْ حوله على هذه المهمة، وإن كان ذلك ليس عذراً له بحالٍ من الأحوال أن يتخلّى عن تربية من يجب عليه شرعاً تربيته.
وبالتعاون على أداء واجب التربية والإصلاح يُختصر الجهد، ويُخْتصر الوقت، وتستقيم التربية، وتَزْكُو النتائج أَحْسَنَ ما تكون.
فإذا قلتُ لولدي مثلاً كلمة يَعْرف منها أن أمراً ما هو الصواب، ثم جاءت مناسَبَةٌ فأشعرته والدته بالمعنى ذاته، وقال له أخوه المعنى ذاته، وقاله له ذلك أيضاً قريبنا فلان وقريبنا فلان وصديقنا فلان فإنه سيدرك أن هذا المعنى صواب في نظر الجميع وله أهمية في نظر الجميع، وأن الجميع يدعونه إليه، فتصعبُ عليه مخالفته.