للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٨- ظاهرة التأثر والتأثير بين الأحياء والأشياء]

تأملت كلَّ ما دون السماء، وطالت فيه فكرتي، فوجدت كل شيء فيه من حيٍّ وغير حيٍّ، مِنْ طَبْعِهِ -إِنْ قَوِيَ- أن يخلع عن غيره من الأنواع كيفياته، ويُلْبسه صفاته: فترى الفاضل يَوَدُّ لو كان الناس فضلاء، وتَرَى الناقص يَوَدُّ لو كان الناس نُقَصَاءَ، وترى كُلَّ مَنْ ذَكَرَ شيئاً يَحُضُّ عليه يقول: وأنا أفعل أَمْرَ٢ كذا، وكل ذي مذهب يَوَدُّ لو كان الناس موافقين له، وترى ذلك في العناصر٣، إذا قوي بعضها على بعض أحاله إلى نوعيّته، وترى ذلك في تركيب الشجر، وفي تغذّي النبات والشجر بالماء ورطوبة الأرض، وإحالتهما ذلك إلى نوعيّتهما، فسبحان مخترع ذلك ومدبّره، لا إله إلا هو ٤.


٢ في المطبوع: "أمراً" وهو خطأ.
٣ يقصد بها عناصر الأشياء والمواد مِن سِوى الأحياء.
٤ الأخلاق والسير ... : ٦٣.

<<  <   >  >>