للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعار وسخط الجبّار وتهوي بصاحبها إلى النار!!

قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} ١!!.

عياذاً بالله تعالى من معصية هذه عقوبتها!!

أرأيت يا أخي كيف جمع الله لقاطع الرحم هذه العقوبات الشنيعة؟!

١- لعنهم الله. ٢- فأصمهم. ٣- وأعمى أبصارهم.

وماذا بعد لَعْن الله له؟!

وماذا بعد الصمم؟!

وماذا بعد عمى الأبصار؟!.

إن هذه المعصية لم يأذن الله بها شرعاً، شأنها شأن غيرها من المعاصي.

إن هذه المعصية يَسْخط الله على صاحبها ويلعنه ويطرده من رحمته، لأن صاحبها حَرَمَ رحمته مَنْ أوجب الله عليه أن يرحمهم من ذوي رحمه، ويقطعه الله لأنه قَطَع الرحم التي حرّم الله عليه أن يقطعها وأوجب عليه أن يصلها.

إن هذه المعصية من عقوبتها أن يُحْرم صاحبها الهدى والاستضاءة بالحق، ويُحْرم نعمة إصابة الحق ومعرفته واتّباعه، ألم تر أن الله أخبر في كتابه أنه يُصِمُّ قاطع الرحم ويعمي بصره؟! ألا تعلم أن السمع والبصر هما الوسيلة التي يتصل بوساطتها الإنسان بالآخرين؟!

ألا تَعْلم أن السمع والبصر هما الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحق والهدى والنور فمن فَقَدَ سمعه وبصره لا يستطيع بعد ذلك أن يتلقى شيئاً من الهدى والعلم والمعرفة؟!


١ ٢٢ - ٢٣: محمد: ٤٧.

<<  <   >  >>