للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

........................................................


هل ما اختاره المصنف هنا وعزاه إلى الإمام أحمد هو القول الراجح أم غيره؟ يقول الإمام أبو بكر ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ: أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين، ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا، لم يختلفوا، ولم يشكوا، ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عياناً، وإنما اختلف العلماء هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم خالقه عز وجل قبل نزول المنية؟ التوحيد ص٢٢١.
أقول: كان هذا الاختلاف الذي يشير إليه الإمام ابن خزيمة على قولين:
١ ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه في الدنيا، وهو رأي ابن عباس وأنس وعكرمة وغيرهم، وبه قال أبو الحسن الأشعري وجملة من أصحابه.
٢ ـ أنه صلى الله عليه وسلم لم يره بعينه مع القول بإمكان الرؤية بدليل سؤال موسى الله تعالى أن يريه ذاته سبحانه، ولكنه لم يره لامتناعها في الدنيا. وممن قال بالمنع عائشة رضي الله عنها، وشددت النكير على أصحاب القول الأول، وهو المشهور عن ابن مسعود وأبي هريرة، وقال بذلك أيضاً جماعة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين.
انظر: الشفا للقاضي عياض ١/٢٥٧-٢٦١.
إلا أن الصحيح الذي تدل عليه الأدلة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعيني رأسه في الدنيا، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عند مسلم، وفيه يقول أبو ذر رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: " نور أنى أراه "، مسلم، كتاب الإيمان، باب ((باب في قوله عليه السلام: " نور أنى أراه ")) ح ((٢٩١)) ١/١٦١. وقد قال الله سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً

<<  <   >  >>