للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

........................................................


خلقتا للبقاء لا للفناء.
وأما ما روي عن بعض السلف من القول بفناء النار فهو ـ إن صح ـ قول ضعيف مرجوح لا دليل له، بل هو مخالف لما ثبت من أدلة قطعية من الكتاب والسنة تدل على بقاء النار أبد الآبدين، وبقاء أهلها ممن حق عليهم الخلود للعذاب فيها.
فأما أبدية الجنة فمن أدلته قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} هود/١٠٨. وقد أكد الله تعالى خلود الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من كتابه وأخبر أنهم {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} الدخان/٥٦. وقال: {لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} الحجر/٤٨.
والأدلة من السنة على أبدية الجنة ودوامها كثيرة، كقوله صلى الله عليه وسلم: " من يدخل الجنة ينعم، لا ييأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه " مسلم، كتاب الجنة، باب ((دوام نعيم أهل الجنة)) ح ((٢٨٣٦)) ٤/٢١٨١. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة: " ينادي منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، فذلك قول الله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الأعراف/٤٣ ". أخرجه مسلم في الموضع السابق ح ((٢٨٣٧)) وأحمد في المسند ٢/٣١٩، ٣/٣٨، ٩٥. وهذا لفظ مسلم.
وأما أبدية النار فمن أدلته ما ورد من خلود بعض أهلها فيها، وتأبيدهم وعدم خروجهم منها، وأن عذابها مقيم، كقوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}

<<  <   >  >>