للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

........................................................


كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء ..." الحديث. البخاري، كتاب الكسوف، باب ((صلاة الكسوف جماعة)) ، ح ((١٠٥٢)) ١/٣٣١، ومسلم كتاب الكسوف، باب ((ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف من أمر الجنة والنار)) ح ((٩٠٧)) ٢/٦٢٦، وغير ذلك من الأدلة.
يقول الإمام محمد بن الحسين الآجري ـ رحمه الله ـ: اعلموا ـ رحمنا الله وإياكم ـ أن القرآن شاهد أن الله عز وجل خلق الجنة والنار قبل أن يخلق آدم عليه السلام، خلق للجنة أهلاً وللنار أهلاً قبل أن يخرجهم إلى الدنيا، لا يختلف في هذا من شمله الإسلام وذاق حلاوة طعم الإيمان، دل على ذلك القرآن والسنة.
الشريعة ص٣٨٧.
وعلى هذا سار السلف ـ رحمهم الله ـ لم يختلفوا في ذلك، حتى ظهرت القدرية والمعتزلة فأنكرت ذلك وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة، وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة لما يفعله الله، وأنه ينبغي أن يفعل كذا، ولا ينبغي له أن يفعل كذا، وقاسوه على خلقه في أفعالهم، فهم مشبهة في الأفعال، ودخل التجهم فيهم، فصاروا مع ذلك معطلة، وقالوا: خلق الجنة قبل الجزاء عبث، لأنها تصير معطلة مدداً متطاولة، فردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب تعالى، وحرفوا النصوص عن مواضعها، وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم.
شرح الطحاوية ٢/٦١٤-٦١٥.
أما فناء الجنة والنار أو بقاؤهما فالقول الحق فيه: ما عليه جمهور الأئمة من السلف والخلف وهو القول ببقائهما، وأنهما لا تفنيان ولا تبيدان، لأنهما

<<  <   >  >>