الكتاب: فهؤلاء الذي قدمت ذكرهم قد ظهر عندي جرحهم، لأن الجرح لا يثبت إلا ببينة. فهم الذين أُبيِّن جرحهم لمن طالبني به. فإن الجرح لا أستحله تقليداً والذي أختاره لصاحب هذا الشأن أن لا يكتب حديث واحد من هؤلاء الذي سميتهم. فالراوي لحديثهم داخل في قوله صلى الله عليه وسلم:"من حديث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين".
هذا كله كلام الحاكم أبي عبد الله صاحب المستدرك. وهو متضمن أن عبد الرحمن بن زيد قد ظهر له جرحه بالدليل، وأن الراوي لحديثه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم:"من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين". ثم إنه رحمه الله لما جمع المستدرك ذكر فيه من الأحاديث الضعيفة والمنكرة، بل والموضوعة، جملة كثيرة. وروى فيه لجماعة من المجروحين الذين ذكرهم في كتابه في الضعفاء، وذكر أنه تبين له جرحهم، وقد أنكر عليه غير واحد من الأئمة هذا الفعل وذكر بعضهم: أنه حصل تغير وغفلة في آخر عمره فلذلك وقع منه ما وقع وليس ذلك ببعيد. انتهى.
وأما قول الملحد:"والحجة المبالغة في هذا الحديث: هي أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في عالم الغيب فهذا في الحجة مما كان بعد وفاته".
فالجواب: أن هذا الحديث ضعيف، بل محكوم عليه بالوضع. فحجة هذا الملحد فيه: أبلغ وأبلغ بالوضع والافتراء على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.