٤- ... الاستفتاء، كما يقول للمفتي: ظلمني فلان، فكيف طريقي إلى الخلاص.
٥- ... ذكر الشخص بصفة لا يعرف إلا بها، بقصد التعريف لا التنقص؛ كالأعرج، والأعمش، والأعور، ونحو ذلك.
وتأمل - أخي القارئ - بعدها شدة التنفير من إثم الغيبة، في كلام الله تعالى، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى:{وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}[الحُجرَات: ١٢] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَتَدْرُونَ مَا الْغِيَبةُ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟، قال: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ (١) .
١٦- ... ومن أعظم آفات اللسان: النميمة، وهي: نقلُ ونمُّ قولِ الغير إلى المقول فيه بقصد التحريش بين الناس، وإفساد ذات البَيْن، كأن يقول: إن فلاناً كان يتكلم فيك بكذا وكذا. والنميمة تقع باللسان، كما تقع بغيره ككتابةٍ أو إيماءٍ مُفهِمٍ، حيث إنّ مقصدها كشف المقول بأي طريقة.
قال تعالى في وصف من اشتدَّت عداوتُه للإسلام وأهله:{هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ *}[القَلَم: ١١] . وقال سبحانه - في حق من وشى بالصحابي الجليل الحارث بن ضرار والد أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، وكانت الوشاية بأنه وبني المصطلق قد منعوا الزكاة وأرادوا
(١) أخرجه مسلم؛ كتاب: البرّ والصِّلة والآداب، باب: تحريم الغيبة، برقم (٢٥٨٩) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.