للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْمُسْتَوْصِلَةَ (١) .

أما تشبُّه كلٍّ من الجنسين بالآخر، فقد لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ (٢) . وقال صلى الله عليه وسلم: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ (٣) .

وقد «أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمُخنَّثٍ قد خضب يديه ورجليه بالحِنَّاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال هذا؟» ، فقيل: يا رسول الله، يتشبَّه بالنساء! فأُمر به فنُفي إلى النقيع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ (٤) .

وأما حرمة تختم الرجل بذهب، فقد رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ


(١) أخرجه البخاري؛ كتاب اللباس، باب: الوصل في الشعر، برقم (٥٩٣٤) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ بلفظ: «فتمرّط شعرها» ، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة ... ، برقم (٣١٢٣) عنها أيضًا.
(٢) أخرجه البخاري؛ كتاب: اللباس، باب: المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال، برقم (٥٨٨٥) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
(٣) أخرجه البخاري في الموضع السابق، باب: إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، برقم (٥٨٨٦) ، عن ابن عباسٍ أيضاً.
(٤) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: الحكم في المخنثين، برقم (٤٩٢٨) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. صححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (٤١١٩) . ... والنقيع: ناحية عن المدينة، وليس بالبقيع، الذي هو موضع مقبرة أهل المدينة. كما بينه أبو داود رحمه الله، بعد إخراجه للحديث. وبين المدينة والنقيع عشرون فرسخاً، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له مقمّل، وهو من ديار مُزَينة. انظر: معجم البلدان لياقوت الحَمَوي، (٥/٣٤٨) .

<<  <   >  >>