للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفس المؤمن بذلك، جاءت الشريعة تزيده راحة وسكونًا في مشروعية التداوي، وأن الداء لا يُعجِز الدواءَ، لكنِ التعويلُ في ذلك على أن الشفاء بإذن الله تعالى، فهو سبحانه الذي يسبِّب الشفاء بالدواء، قال تعالى: [الشُّعَرَاء: ٨٠] {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، بَرَأَ بَإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (١) .

ثانيًا: الشفاء عامة في ثلاث:

وهي تعتبر أصول الاستطباب الدوائي للأمراض المادية، وهي: الاحتجام (٢) ، وشرب العسل، وكيّ موضع الألم بلذعة نار. وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم العمدَ إلى الكيّ بالنار، واستحب الحجامة وشرب العسل.


(١) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (٢٢٠٤) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. ... فائدة: في قوله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ» : إن في ذلك تقوية لنفس المريض والطبيب على السواء، وحث نبوي كريم على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه، فإن المريض إذا استشعرتْ نفسُه أن لدائه دواءً يُزيله، تعلق قلبه بروح الرجاء، وبردت عنده حرارة اليأس، ومتى قويت نفسه ساعدته في قهر المرض ودفعه عنه، وكذا الطبيب متى علم أن لهذا الداء دواء، قويت لديه دافعية البحث العلمي عن الدواء، وتعلّق قلبه بقدرة الله تعالى على هدايته لمعرفة الدواء ونفع المريض به. اهـ. وهو مستفاد من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي ص: ١٢.
(٢) الحجامة: هي المداواة بالمِحْجم، والمحجم: آلة الحَجْم، وهي شيء كالكأس يُفرغ من الهواء، ويوضع على الجلد فيُحدث فيه تهيُّجًا ويجذب الدم أو المادة بقوة. ومنافع الحجامة جمَّة، فهي تُنْقِي سطح البدن باستفراغ العروق من أخلاط الدم الزائد الفاسد، وتساعد كثيرًا في الشفاء - بإذن الله - من أمراض الرأس: كالصداع وداء الشقيقة، وغيرها كثير. انظر: الطب النبوي، لابن القيم، ص: ٤٣، وما بعدها.

<<  <   >  >>